138
الصيد
محسن الأسدي
سجل الصيد في حياة الناس المعيشية والتجارية والترفيهية دوراً مهماً وقديماً في تاريخها، فقد كان الفرس من أوائل الأمم التي اهتمت بالصيد، وهم أول من ضرّى البزاة، وحتى ورد أنّ أول من صاد بالبازي أحد ملوك فارس أثناء رحلة في الطبيعة، وقد قال لرجال دولته: لقد رأيت في هذا الطائر ما يحيّر اللب، ويملأ القلب، فهو عظيم السطوة، شديد البأس، كبير النفس، طويل الصبر، جليل القدر، تخافه الطيور ولا يخافها. . ، ثم واصل حديثه لهم: ولقد علمني هذا الطائر كثيراً مما لم أكن أعلمه من شؤون المملكة وسياسة الناس، فقد أرشدني إلى التزام «الحرمة» ، والاستتار من أوباش الناس، وغضّ الطرف لاستمرار الهيبة، ودوام الصمت للخديعة والسرعة في البطش لتخويف الأعداء، وطول الأكل للاستمراء، وتصغير اللقم للأمن من الغصة، وتشمير الثوب للنظافة. . ثم ختم قوله: وبصورة عامة، لقد جمع هذا الطائر ضروب الأدب مع العقل الكامل.