139هذا عند الفرس وأما عند الروم فهم الأمة الثانية بعد الفرس، التي اختلط بها العرب، فهم أول من لعب وأدب الشواهين واصطاد بها وبالعقاب، ولم يسبقهم لاقتنائها أحد؛ يذكر المسعودي في مروج الذهب أن "قسطنطين" ملك عمورية، خرج يوماً يتصيد بالبزاة، فكان أول من لعب بالشواهين، ويبدو أنّ قسطنطين هذا قد أولع بالشواهين ولعاً بالغاً، حتى أنه راضها على أن تظلله من الشمس، فكان إذا ركب حلقت كوكبة منها فوق موكبه، وحامت فوق رأسه، وسارت لمسيره. . فإذا نزل وقعت حوله. . ؛ وأما الصيد عند العرب في الجاهلية، فلم يكن في حقيقته وسيلة من وسائل الرزق وحسب، و إنما كان متعة من متع النفس، وفناً وأدباً، ويعد من فنون الفروسية وضرباً من ضروب الحرب في أيام السلم، وهم أول من ضرّى الصقور وصاد بها، و أنّ أول من صاد بالصقر وضراه هو الحارث بن معاوية بن ثور بن كنده.
وأيضاً اهتموا بكلاب الصيد كثيراً، واهتمامهم هذا كان قديماً حتى كانت لها عندهم أنساب وأسماء له ولأبيه وجده وأمه، فقد كان لعدي بن حاتم خمسة كلاب سماها بأسماء أعلام، وأحياناً يسمونه باسم المنطقة التي جيء منها وينسبونه إليها، ككلب السلوقي، وهي نسبة إلى مدينة سلق قرب حضرموت، ويعد من أفضل أنواع كلاب الصيد، وقد كان كلب الصيد رفيق البدوي أين ماكان في حله وترحاله، وهو أداته التي يصطاد بها ويعتاش منها. . ؛ والصيد بواسطة كلاب السلوقي من أجمل المتع والرحلات في البوادي