51غفران الذنوب
ولعلّ من أعظم بركات الحج ما تواترت به الروايات، وفيها الروايات الصحيحة: أنّ الله يغفر للحجاج ذنوبهم جميعاً، فإذا عادوا إلى بيوتهم وبلادهم، عادوا كهيئتهم يوم ولدتهم أمهاتهم، قد تحررّوا وتخلّصوا من ذنوبهم جميعاً.
روى المحدث الحرّ العاملي في موسوعته القيّمة - وسائل الشيعة - عن محمد بن علي بن الحسين، قال: روي أنّ «من أعظم الناس ذنباً، من وقف بعرفات، ثمّ ظنّ إنّ الله لم يغفر له» . 1و روى سفيان بن عيينة عن الإمام الصادق (ع) ، قال: «سأل رجل أبي بعد منصرفه من الموقف، فقال: أترى يجيب الله هذا الخلق كلّه؟ فقال أبي: ما وقف بهذا الموقف أحد إلاّ غفر الله له، مؤمناً كان أو كافراً، إلاّ أنّهم في مغفرتهم على ثلاث منازل: مؤمن قد غفر الله له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر وأعتقه من النّار. . ومنهم من غفر الله ما تقدّم من ذنبه، وقيل له: أحسن فيما بقي من عمرك. . وكافر وقف بهذا الموقف لزينة الحياة الدنيا غفر الله له ما تقدّم من ذنبه إن تاب من الشرك فيما بقي من عمره. .» . 2و سأل الإمام الصادق (ع) رجل في المسجد الحرام: مَنْ أعظم الناس وزراً؟ فقال: «من يقف بهذين الموقفين: عرفة والمزدلفة، وسعى بين هذين الجبلين، ثمّ طاف بهذا البيت، وصلّى خلف مقام إبراهيم، ثمّ قال في نفسه، وظنّ أنّ الله لم يغفر له، فهو من أعظم النّاس وزراً» . 3عن أبي حمزة الثمالي: قال رجل لعلي بن الحسين (ع) : تركت الجهاد وخشونته، ولزمت الحج ولينته؟ قال: وكان متكئاً فجلس، وقال: «ويحك أما بلغك ما قال رسول الله (ص) في حجة الوداع؟ إنّه لما وقف بعرفة، وهمّت الشمس أن تغيب، فقال رسولالله (ص) : يا بلال! قل للنّاس فلينصتوا، فلمّا انصتوا، قال: إنّ ربّكم تَطَوّلَ عليكم في هذا اليوم، وغفر لمحسنكم، وتشفع محسنكم في مسيئكم، فأفيضوا مغفوراً لكم» . 4يرجع الحاج كهيئته يوم ولدته أمّه
و قد يكون من أعظم بركات الحج أيضاً، ما تواترت به الروايات، وفيها الروايات الصحيحة: أنّ الله يغفر للحجاج ذنوبهم، حتى إذا عادوا إلى بلادهم، وبيوتهم، رجعوا كهيئتهم يوم ولدتهم أمهاتهم.
عن رسول الله9: «حُجّوا، فإنّ الحج يغسل الذنوب، كما يغسل الماء، الدَرَن» . 5عن رسول الله9: «من حج لله فلم يرفث، ولم يفسق، رجع كيوم ولدته أمّه» . 6