30إنّ حلق شعر الرأس في منى إشارة إلى التطهّر من تمام التلوثات الأخلاقيه، والتنطف من صدأ الروح، والخروج من ثقل الذنوب وظلمتها. 1ولعلّه لذلك يدعو الحاج ربّه، فيقول عند الحلق: «أللهم أعطني بكل شعرة نوراً يوم القيامة» . 2استحباب دفن شعر الحاج فى منى
من وجب عليه في الحج الحلق أو التقصير، لزمه - إضافة إلى مراعاة ترتيب الأعمال يوم العاشر من ذي الحجة، أي رمي جمرة العقبة، ثم ذبح الهدي، ثم الحلق أو التقصير - أن يقوم بهذا كله في أرض منى، وليس له الحق أن يحلق أو يقصّر عمداً خارج منى، لكنه لو نسي وكان عوده إلى منى عسيراً، أجزاه الحلق أو التقصير خارجها.
إنّ أرض منى أكثر الأمكنة مناسبةً لدفن شعر الحاج، ليس فقط من باب عدم سلامة إخراج الشعر من منى عند الحلق فيها، بل حتى لو حلق خارج منى لزمه العود إليها لدفن الشعر، أو إرساله كي يدفن هناك.
يقول الإمام الصادق (ع) : «إنّ المؤمن إذا حلق رأسه بمنى ثم دفنه، جاء يوم القيامة وكل شعرة لها لسان طلق تلبي باسم صاحبه» . 3فعندما يقال إنّ شعري يشهد بالتوحيد، فإنّ هذا القول مأخوذ من الروايات. 4نهاية الحج، الدخول والخروج الصادق
كما كان الله تعالى مبدأ عالم الوجود و منتهاه هُوَ الأَْوَّلُ وَ الآْخِرُ ، 5كذلك مبدأ انطلاق كل الموجودات من الله وخاتمتها وأعمالها بالرجوع إليه إِنَّا لِلهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ ، 6أَلا إِلَى اللهِ تَصِيرُ الأُْمُورُ . 7بناءاً عليه، لزم أن يبدأ كل موحّد عمله وأي عمل، باسم الله تعالى، و تكون خاتمة عمله ذكره سبحانه، ولا يشرع بعمل دون اسم الله، ولا يخرج من أي عمل دون ذكر الله، إنّ معنى اسم الله، و ذكره في بداية ونهاية أي عمل، هو حضور الاعتقاد التوحيدي في بنية عمله، والانتباه إلى الحضور الإلهي في أعماله ومستوياتها.