77وكأنَّ الحجب التي تحجب العبد عن الله، تتساقط في عرفة حجاباً بعد حجاب، فلا يكون بين العبد و بين ربّه حجاب في عرفة، فيدعوه فيستجيب له، و يتوب إليه فيتقبل توبته.
و ما أجمل السجود، و إطالة السجود على رمال عرفة، و ما أروع البكاء، و إطالة البكاء بين يدي الله تعالى في السجود في عرفة.
فإنّ العبد لن يكون أقرب إلى الله في حال من السجود و البكاء و النحيب بين يدي الله، فإنّ هذا يضاعف هذا القرب.
. . . فإذا كان السجود، والبكاء والنحيب والاستغفار بين يدي الله في السجود، في عرفة حيث يكون العبد قريباً من الله تعالى. . . فلن يكون للعبد حال أقرب إلى الله منه في هذا الحال.
فليغتنم لحظات هذه الساعات المحدودة، و آناتها في الدعاء، و السجود، و البكاء، و التضرع، و الخشوع، و التذلل بين يدي الله، و رفع اليدين إلى الله على هيئة السائل الذليل، فإنّهذه الساعات و الآنات و اللحظات من أفضل ساعات عمر الإنسان و لحظاته، و لن يكون في حال أقرب منه إلى الله تعالى، و لا نستثني من ذلك حالاً إلاّ الذين يتعرفون في الحائر الحسيني في هذا اليوم.
كيف تستقبل عرفةُ ضيوف الرحمان و كيف تودعهم؟
تستقبل عرفةُ الناس بركام من الذنوب و الآثام، فإذا أفاضوا من عرفة إلى المشعر الحرام بعد غياب الشمس، تركوا ركام ذنوبهم في عرفة، و أفاضوا خفافاً إلى المشعر الحرام.