29قال سبحانه: ( أَ لَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ * وَ وَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ * الَّذِى أَنْقَضَ ظَهْرَكَ * وَ رَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ ) . 1فالآية تدلّ على أنّه سبحانه رفع ذكر النبي (ص) ، و من مظاهره الشهادة برسالته في الأذان و الإقامة، و في تشهد الصلاة، فيدلّ ذلك على أنّ الإشادة بذكر النبي (ص) أمر محبوب و مطلوب لله تبارك وتعالى، و ليس مبغوضاً، و يُعتبر الاحتفال بمولده، و قراءة الآيات الناصّة على عظيم منزلته، و الأحاديث الواردة في حقّه تجسيداً لهذا الآية، و إحياءاً لذكره، فهل يكون مثل ذلك بدعة؟ ! و من مقولة: ( ما نَزَّلَ اللَّهُ بِها مِنْ سُلْطانٍ ) . 24. ذكر نعم الله سبحانه وتعالى
الاحتفال بمولد النبي هو إعادة ذكر نعمة كبيرة من الله تعالى إلى ذاكرة الناس، و هذه النعمة هي ميلاد نور النبي (ص) الذي هو مبدأ الخير و الهداية للناس، و قد أسماه الله سبحانه وتعالى بالنور، و قال:
(يا أَهْلَ الْكِتابِ قَدْ جاءَكُمْ رَسُولُنا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتابِ وَ يَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَ كِتابٌ مُبِينٌ) . 3
فالتذكير بنعمة الله يُعدّ شكراً لله سبحانه في مقابل هذه النعمة التي أنجى الله سبحانه بها هذه الأُمّة من الضلالة و الغواية.
يقول الحافظ ابن رجب الحنبلي - عند الكلام في استحباب صيام الأيام التي تتجدّد فيها نعم الله على عباده - ما هذا لفظه: إنّ من أعظم نعم الله على