199إنْ لميكُن مستطيعاً له، فتراه يوفر و يقتصد حتى من قُوته، و ربما حرمَ نفسه لِيُؤدِّي فريضة الحج، و لا يحدث هذا، و لا يتكلفه الإنسان إلاّ في هذه الفريضة، لماذا؟
قالوا: لأنّ الله تعالى حكم في هذه المسألة، فقال: أذِّن، يأتوكَ، هكذا رَغْماً عنهم، و دون اختيارهم، ألاَ ترى الناس ينجذبون لأداء هذه الفريضة، و كأنّ قوة خارجة عنهم تجذبهم.
مَن المؤذن؟
هناك قولان في من المأمور بأن يؤذن بالحج؟
القول الأول: هو نبي الله إبراهيم (ع) .
القول الثاني: رسول الله محمد (ص) .
السيد العلامة الطباطبائي في تفسيره الميزان، استبعد أن يكون الخطاب موجهاً لرسول الله (ص) بل لإبراهيم (ع) ، لمقتضى السياق، حيث قال: وقوله: ( وَأذِّنْ فِى النَاسِ بِالحَجِّ ) أي نادِ الناس بقصد البيت، أو بعمل الحج، و الجملة معطوفة على قوله: ( لاَ تُشْرِكْ بِى شَيئاً ) ، و المخاطب به إبراهيم (ع) ، و ما قيل: إن المخاطب نبينا محمد (ص) بعيد من السياق.
الشيخ الطبرسي في تفسيره مجمع البيان: الآية: ( وَأذِّنْ فِى النَاسِ بِالحَجّ ) أي ناد في الناس، و أعلمهم بوجوب الحج، و اختلف في المخاطببه على قولين، أحدهما: أنه إبراهيم (ع) عن علي (ع) ، و ابنعباس، و اختاره أبومسلم. قال ابنعباس: قام في المقام فنادى: يا أيها الناس إن الله دعاكم