197و قد صارت هذه الآية و بالأذان الذي جاءت به آية يستدل بها على وجوب فريضة الحج، و الآية الأخرى هي:
( إِنَّ أوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِى بِبَكَّةَ مُباركاً وَ هُدىً لِلْعالَمِينَ. . . وَ لِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَ مَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِىٌّ عَنِ الْعالَمِينَ ) . 1و حتى يبقى الحج وسيلةً لتجديد العهد بين العبد و ربه، و محاولةً للحصول على رضاه، و درساً في التربية و البناء الروحي. . ، شرعت له شعائر و أحكاماً و آداباً يقوم الإنسان المؤمن بها في كل سنة، في وقت محدد، و في مكان معين.
يقول الشيخ محمد متولي الشعراوي في تفسيره للآية:
أمر الله نبيه إبراهيم (ع) بعد أنْ رفع القواعد من البيت، أنْ يُؤذِّن في الناس بالحج، لماذا؟ لأن البيت بيت الله، و الخَلْق جميعاً خَلْق الله، فلماذا تقتصر رؤية البيت على مَنْ قُدِّر له أنْ يمرّ به، أو يعيش إلى جواره؟
فأراد الحق - سبحانه وتعالى - أنْ يُشيع هذه الميْزة بين خَلْقه جميعاً، فيذْهبوا لرؤية بيت ربهم، و إنْ كانت المساجد كلها بيوت الله، إلاّ أن هذا البيت بالذات هو بيت الله باختيار الله؛ لذلك جعله قبْلة لبيوته التي اختارها الخَلْق.
إنّ من علامات الولاء بين الناس أنْ نزور قصور العظماء و عِلْية القوم، ثم يُسجل الزائر اسمه في سِجلِّ الزيارات، و يرى في ذلك شرفاً و رفْعة، فمابالك ببيت الله، كيف تقتصر زيارته و رؤيته على أهله، و المجاورين له، أو