195الناس يجيئون من أقصى الأرض يلبّون؟
و عنه قال: لمّا بنى إبراهيم (ع) البيت، أوحى الله إليه، أن أذّن في الناس بالحجّ قال: فقال إبراهيم (ع) : ألا إن ربكم قد اتخذ بيتاً، و أمركم أن تحجوه، فاستجاب له ما سمعه من شيء، من حجر، و شجر، و أكمة، أو تراب، أو شيء: لبَّيك اللهمّ لبَّيك.
و عنه في قوله تعالى : ( وأذّنْ فِى النَّاسَ بالحَجّ ) قال: قام إبراهيم خليلالله (ع) على الحجر، فنادى: يا أيها الناس كُتب عليكم الحجّ، فأسمع من في أصلاب الرجال و أرحام النساء، فأجابه من آمن ممن سبق في علم الله أن يحجّ إلى يوم القيامة: لبَّيك اللهمّ لبَّيك.
و عن أبي الطفيل، قال: قال ابن عباس: هل تدري كيف كانت التلبية؟ قلت: و كيف كانت التلبية؟ قال: إن إبراهيم (ع) لمّا أمر أن يؤذّن في الناس بالحجّ، خفضت له الجبال رؤسها، و رُفِعَت القُرى، فأذّن في الناس.
و كان ابن عباس يقول: عُنِي بالناس في هذا الموضع: أهل القبلة؛ ذكر الرواية بذلك: عن ابن عباس، قوله: ( وأذّنْ فى النَّاسَ بالحَجّ ) يعني بالنّاس أهل القبلة، ألم تسمع أنه قال: ( إنَّ أوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ للنَّاسِ لَلَّذِى بِبَكَّة مُباركاً. . . )
إلى قوله : ( وَمَنْ دَخَلَهُ كان آمِناً ) يقول: و من دخله من الناس الذين أمر أن يؤذن فيهم، و كتب عليهم الحجّ، فإنه آمن، فعظّموا حرمات الله تعالى، فإنها من تقوى القلوب.