194يلبّ لم يحجّ» .
و في العلل عن الباقر (ع) ، قال: «إنّ الله جلّ جلاله لما أمر إبراهيم (ع) ، ينادي في الناس بالحجّ، قام على المقام فارتفع به، حتّى صار بإزاء أبي قبيس، فنادى في الناس بالحج، فأسمع من في أصلاب الرّجال، و أرحام النّساء، إلى أن تقوم الساعة» .
و القمّي قال: لما فرغ إبراهيم (ع) ، من بناء البيت، أمره الله أن يؤذن في الناس بالحج، فقال: ياربّ مايبلغ صوتي، فقال الله: أذّن، عليك الأذان، و عليّ البلاغ؛ و ارتفع على المقام، و هو يومئذ ملصق بالبيت، فارتفع به المقام حتى كان أطول من الجبال، فنادى، و أدخل إصبعه في أذنه، و أقبل بوجهه شرقاً و غرباً يقول: أيّها الناس، كتب عليكم الحج إلى البيت العتيق فأجيبوا ربّكم، فأجابوه من تحت البحور السّبع، و من بين المشرق و المغرب، إلى منقطع التراب من أطراف الأرض كلّها، و من أصلاب الرّجال، و من أرحام النساء بالتلبية، لبّيك اللّهم لبّيك، أو لاترونهم، يأتون يلبّون، فمن حجّ من يومئذ إلى يوم القيامة، فهم ممّن استجاب الله.
و قد ذكرت كتب التفسير الأخرى؛ كتفسير جامع البيان في تفسير القرآن، الطبري (ت 310 ه-) العديد من الروايات، منها:
عن ابن عباس، قال: لمّا فرغ إبراهيم (ع) من بناء البيت، قيل له: ( أذّنْ فِىالنَّاسَ بالحَجّ ) قال: ربّ وَ ما يبلغ صوتي؟ قال: أذّنْ، و عليّ البلاغ، فنادى إبراهيم (ع) : أيها الناس كُتب عليكم الحجّ إلى البيت العتيق، فحجوا قال: فسمعه ما بين السماء و الأرض، أفلا ترى