193ومن كتب الله أنه يحج إلى يوم القيامة: لبيك الّلهم لبيك. . و إذا بجميع من سمع نداء سيدنا إبراهيم يستجيب، و إنما قال: ( يأتوك ) و إن كانوا يأتون الكعبة، لأن المنادَى إبراهيم (ع) ، فمن أتى الكعبة حاجاً فكأنما أتى إبراهيم (ع) ؛ لأنه أجاب نداءه، و فيه تشريف إبراهيم (ع) ، فالأجسام تلبي، الأرواح تلبي، الأجنة في أرحام أمهاتها تلبي، جميع من في الكون يعلنها واضحةً صريحةً مدويةً.
و راحت هذه التلبية، و منذ أن بدأت يرددها جميع من يقصد مكة لأداء مناسك العمرة أو الحج، تلبيةً لنداء سيدنا إبراهيم (ع) .
"لبيك الّلهم لبيك. . لبيك لا شريك لك لبيك".
يا الله. . لقد جئت من أجلك. . سمعاً و طاعةً لك. .
جئت إليك بلا حول و لا قوة، متجرداً من هذه الدنيا و حطامها، لا أريد علواً في الأرض و لا فساداً، جئت طامعاً برحمتك الواسعة. .
الروايات:
في الكافي، و العلل عن الصادق (ع) ، قال: «لمّا أمر إبراهيم وإسماعيل (ع) ، ببناء البَيت، و تمّ بناؤه، قعد إبراهيم (ع) على ركن، ثم نادى: هلمّ الحجّ، فلو نادى هلمّوا إلى الحج لم يحجّ إلاّ من كان يومئذ إنسيّا مخلوقاً، و لكن نادى: هلمّ هلمّ، الحجّ الحجّ، فلبّى الناس في أصلاب الرّجال: لبيّك داعيالله، لبيّك داعيالله، فمن لبّى عشراً حجّ عشراً، و من لبّى خمساً حجّ خمساً، و من لبّى أكثر فبعدد ذلك، و من لبّى واحدة حجّ واحدة، و من لم