182
زر من هويت وإن شطت بك الدار
و قدر لهذه الفريضة أن ينشئها نداء هز الأرجاء، و أيقظ النفوس، فاستجابت له الأرواح. . . إنه: ( وَ أذِّنْ فِى النَّاسِ بِالْحَجِّ. . . ) . 1أذان خليلالله و نبيه إبراهيم (ع) ، و نحن هنا نقف عند الأذان فقط: ( وَ أذِّنْ. . . بِالْحَجِّ . . .) دون بقية الآية، أي أعلم و ناد في الناس بالحج، و قبل أن يؤذن نبيالله إبراهيم بالحج، هذه الفريضة المباركة. . كانت هناك مراحل أو مقدمات سبقت ولادة الأذان، تتمثل بالأرضية، و الأجواء المناسبة، و أيضاً النفوس المتلقية، لابد من توفرها حتى يقع: ( وَ أذِّنْ فِى النَّاسِ بِالْحَجِّ . . .) ، وهذه المقدمات أو المراحل هي:
المرحلة الأولى:
( رَبَّنا إِنِّى أسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِى بِوادٍ غَيْرِ ذِى زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ. . . ) . 2فقد شاءت السماء أن يولد أذان مبارك، و يصدح في واد مجدب، لا طائر يطير في سمائه، و لا نبات ينمو في ترابه، و لا قوافل تمر به و منه. . بعد أن ترك أبو الأنبياء و شيخهم إبراهيم (ع) ، زوجته " هاجر" و ابنه إسماعيل في حفظ الله الرحمن الرحيم، و لم يترك لهما إلاّ قليلاً من تمر و ماء، لا يكفيهما إلاّ أياماً معدودات.
إنها حادثة مع آلامها و المعاناة التي تتضمنها، شاء الله أن تكون سبباً في تشكيل نسل جديد، ذرية صالحة يأتي منها النبي الخاتم و الرسول