86
شخصيات من الحرمين الشريفين (24) أبى بن كعب
«ليُهْنِكَ العِلْمُ أبا المنذر» حديث شريف
أبي بن كعب بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار - وهو تيم الله - بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج، من بني النجار، من الخزرج، فهو النجاري الخزرجي المدني، وهو الصحابي الأنصاري، وهو البدري العقبي.
أمه صهيلة بنت الأسود بن حرام بن عمرو بن مالك بن النجار، تجتمع هي وأبوه في عمرو بن مالك بن النجار، وهي عمة أبي طلحة زيد بن سهل بن الأسود بن حرام الأنصاري، زوج أم سليم.
وكان لأبي بن كعب من الولد: الطفيل ومحمد، وأمهما أم الطفيل بنت الطفيل بن عمرو بن المنذر بن سبيع بن عبد نهم من دوس، وأم عمرو بنت أبي. .
كنيته: أبو المنذر، وأبو الطفيل. ويدل عليها أن رسول الله (ص) كان حين يريد أن يقول له شيئاً، يناديه: يا أبا المنذر. . . وكان أبي حين يخاطب عمر بن الخطاب يقول له: يا ابن الخطاب؛ فيقول له عمر: يا أبا الطفيل. .
صفته: كان ربعة نحيفاً أو رجلاً دحداحاً، وقالوا: ليس بالقصير ولا بالطويل، أبيض الرأس واللحية، لا يغير شيبه. (1)
لقد كان من المتفوقين في مدرسة الصحبة المباركة، إيماناً وعلماً وجهاداً. . وكيف لا يكون كذلك وقد حظي بمنزلة عالية ومرتبة فاضلة؛ أن يذكر في الملأ الأعلى ذلك كونه مرجعاً أميناً في القرآن الكريم؛ حتى خص بامتيازات جليلة منها أن تقرأ عليه سورة البينة، والآمر بهذا هو رب العالمين، والمأمور بالقراءة هو رسول الله (ص) ، نعم لقد خص صاحب هذه الترجمة بأنه أول من يقرأ عليه رسول الله (ص) بأمر من قبله تعالى سورة البينة، وكان أول من ذكر اسمه في الملإ الأعلى، فكان أقرأ هذه الأمة للقرآن، وكان أحد الأربعة الذين أمر النبي (ص) أن يؤخذ منهم القرآن، وكان من أبرز المفسرين للقرآن من الصحابة، وكان صاحب منهج أو مدرسة في التفسير. . وكان سيد الأنصار كما أحب رسول الله (ص) أن ينادوا أبياً به، فعن عمرو بن العاص - كما في مختصر دمشق - قال: كنت جالساً عند رسول الله (ص) في يوم عيد، فقال: «ادع لي سيد الأنصار» فدعوا أبي بن كعب. .
إسلامه
أعلن إسلامه، وتوثقت أركان إيمانه، وصار رجلاً معروفاً في مدرسة القرآن الكريم ومدرسة الصحبة النبوية الشريفة، وخلد ذكره على مر الأجيال كمجاهد وصاحب منهج قرآني، وراوية للسنة النبوية الشريفة. . توفر على كل هذه المناقب، بعد أن نشأ أبو المنذر رضوان الله تعالى عليه في ديار يثرب غاضباً على حياة قومه، معترضاً على دينها، متأملاً في الكون من حوله، وعلى الرغم من وجود اليهود في المدينة آنذاك، إلا أن ما وقع في يده من وريقاتها لم يشف غليله، ولم يرو عطشه، ولم تهد حيرته، ولم تشبع نهمه،
وكان أبي2 يتأمل في الكون من حوله ليلاً ونهاراً، وفي إحدى الليالي خرج2 يطوف بديار المدينة، فسمع حواراً في دار سعد بن الربيع، فسمع بأذنه كلاماً عن الإسلام و نبي الإسلام9، وعلم أن مصعب بن عمير أتى سفيراً، وكأول سفير للإسلام؛ ليعلم الناس الإسلام أحكاماً وآداباً ومفاهيم، فما أن سمع الحوار حتى طرق الباب على سعد، وأعلن إسلامه؛ ليحظى2 بالسفر إلى مكة؛ ثم ليشهد بيعة العقبة مع السبعين من الأنصار كما في مختصر دمشق.