212- أنهما اعترفا بذنبهما في تلك البقعة 1.
3- أن جبرئيل(ع) عند تعليمه مناسك الحج لإبراهيم(ع) ، قال له: اعترف بذنوبك بين يدي الله في هذه البقعة 2.
4- عندما طلب النبي إبراهيم(ع) من الله سبحانه و تعالى أن يُريَهُ مناسك الحج و يتعلّمها، أَرِنٰا مَنٰاسِكَنٰا 3، نزل جبرئيل(ع) إلى أرض عرفات وكان مأموراً بتعليم إبراهيم الخليل(ع) مناسك الحج، فقال له: «هذه عرفاتٌ فاعرف بها مناسكك واعترف بذنبك» 4.
وبناءاً على هذا الوجه، فإن سبب تسمية تلك الأرض بعرفات أن جبرئيل(ع) أشار إلى تلك الأرض باسم عرفات.
5- أن إبراهيم(ع) قد رأى في المنام قبل يوم التاسع من ذي الحجّة أنه يذبح إسماعيل(ع) . وبعد أن أفاق من نومه اعترته حالة من التروّي والتفكير، فيما إذا كانت هذه الرؤيا من الله و بمنزلة الأمر السماوي أم لا؟!
من هنا يسمى اليوم الثامن ب- «يوم التروية» . وإن كان من المحتمل أن يكون السرّ في تسميته بيوم التروية أنه في ذلك اليوم كانوا يخزنون الماء لسقاية الحاج، لكي يسقون الحجيج بالماء في عرفات والمشعر ومنى . وهذا ما أشار إليه الإمام الصادق(ع) فقال: «إنّ إبراهيم أتاه جبرئيل عند زوال الشمس من يوم التروية فقال: يا إبراهيم! ارتو من الماء لك و لأهلك . و لم يكن بين مكَّةَ و عرفاتِ يومئذٍ ماء، فسُمِّيت التروية لذلك» 5.
وتكررت الرؤيا المذكورة لإبراهيم(ع) في ليلة التاسع من ذي الحجة مرة أخرى . وعليه فقد أصبح لزاماً عليه أن يذبح ابنه إسماعيل(ع) . وتحققت هذه المعرفة في اليوم التاسع وفي أرض عرفات؛ ولهذا السبب سمي ذلك اليوم بيوم «عرفة» وسميت تلك الأرض ب- «عرفات» 6.
المشعر الحرام
يقع المشعر الحرام ومنى ضمن حدود الحرم في الحد الفاصل بين مكة و عرفات . و يفيض الجميع من عرفات باتجاه المشعر الحرام بعد غروب الشمس في اليوم التاسع من ذي الحجة في نهاية نصف يومٍ من الوقوف في عرفات ويمضون الليل هناك .
ويسمّون المشعر ب- «المزدلفة» و «جمع» أيضاً، وطبقاً لما ذكره الإمام الصادق(ع) فإن السرّ في تسمية تلك البقعة ب- «المزدلفة» يعود إلى أنّ جبرئيل(ع) في استمراره بتعليم المناسك لإبراهيم(ع) قال له: «يا إبراهيم! إزدلف إلى المشعر الحرام» 7 . كما قال(ع) : «وسميت هذه البقعة ب- «جمع» ذلك أن آدم(ع) جمع بين صلاة المغرب و العشاء فيها، وصلّى المغرب والعشاء فيها، وصلّى كلاهما في وقت واحد» 8.
وعلى طول القرون الماضية يتوجه آلاف الزائرين إلى تلك البقعة، و كل زائر يأخذ على الأقل تسعاً وأربعين حصاة من ذلك المكان لرمي الجمرات . من هنا كان من آيات الله البينات في أرض المشعر أنّ المنطقة على الرغم من أنها ليست مكاناً لحدوث الفيضانات و عبور السيول لكي يظهر بواسطتها الحصى الناعم، لكن مع ذلك توفر كل ذلك الحصى الناعم دائماً، ولم ينفد لحد الآن.
منى
مع شروق شمس اليوم العاشر من ذي الحجة، يرد الحجيج إلى منطقة «منى» لأداء بعض المناسك الخاصة . و حدود منطقة منى تمتد من «العقبة» إلى «وادي محسَّر».
وحول مصدر تسمية هذه المنطقة باسم منى قال الإمام الصادق(ع) : «إنّ جبرئيلَ(ع) أتى إبراهيم(ع) فقال: تمنّ يا إبراهيم!» 9 . و قال الإمام علي بن موسى الرضا(ع) : «كانت أمنية إبراهيم(ع) والتي أعطاه الله إياها ابتداءً بأن يأمره الله سبحانه و تعالى بذبح كبشٍ بدلاً عن إسماعيل(ع) » 10.
وطبقاً لما نقله الطريحي(ره) فإن منشأ تسمية منى بهذا الاسم، يعود إلى أن الدماء تمنى وتراق في هذه البقعة . وكذلك فإن جبرئيل(ع) عند مفارقته لآدم(ع) قال له: تمنّ شيئاً . فقال آدم(ع) : أتمنّى الجنّة 11.
وتقع أماكن الجمرات الثلاث، ومكان التضيحة ومسجد الخيف، في منى، و استناداً إلى بعض الروايات فإن سبعمائة نبي صلّى في هذا المسجد 12 . ويقع في مكان مرتفع نسبياً، ولهذا السبب سمي ب- «الخيف» طبقاً لما جاء في قول الإمام الصادق(ع) ؛ حيث إنّ الأرض المرتفعة نسبياً عن الأراضي المحيطة بها، تسمى خيفاً 13.
يقول الفخر الرازي عن آيات الله سبحانه و تعالى في أرض مكة وبخاصة في منى: في كل عام يقوم ستمائة ألف شخص (في ذلك الوقت) برمي سبعين حصيّة في الجمرات، ولكن من كرامات هذه الأرض أنه لا يمضي وقت طويل حتى يعود التقاط الحصيات منها بعد أن تكون قد خلت منها 14 . ولكن في السنوات الأخيرة يقوم موظفوا الدولة بتنظيف أطراف الجمرات وتسويتها، بينما لم يكن الأمر كذلك آنذاك.
ويوجد في منى مسجدٌ يعرف باسم مسجد الكبش . والسرّ في تسميته بالكبش أن كبش الأضحية وفداء إسماعيل(ع) قد ذبح في ذلك المكان 15.
وكان إلى جانب هذا المسجد صخرةٌ ذبح عليها الفداء المذكور 16 . و نقل عن أميرالمؤمنين الإمام علي(ع) أنَّ ذبح الفداء كان بين الجمرة الأولى و الجمرة الوسطى على سفح الجبل المقابل، أي «جبل ثبير»، وليس في المكان السابق . وما يؤيد هذا النقل، رواية عن ابن عباس أنّه قال: ضحّى