125قال: فما الواحدة التي تركوها؟
قال: ولاية علي بن أبي طالب(ع) .
قال الرجل: وإنَّها لمفترضة؟
قال أبو سعيد: نعم، ورب الكعبة.
قال الرجل: فقد كفر الناس إذن!
قال أبو سعيد: فما ذنبي؟
وهذه متفرقات ممّا رواه أبو سعيد الخدري:
حمل الحديث
وفي حثه على حمل الأحاديث عبر التحدث بها وتذاكرها فإن إحياء الحديث بتذاكره والعمل به، وبذلك يتم حفظ أحاديث رسول الله(ص) والمعرفة بها والتوسع في فهمها خصوصاً بين أهله وترويجها وتبليغها وعدم نسيانها، لأنه وكما ورد في الحديث الشريف: «آفة العلم النسيان ، وإضاعته أن تحدث به غير أهله».
وهو ما ورد عن الإمام علي(ع) حدثنا وكيع، قال حدثنا كهمس بن الحسن عن عبد الله بن بريدة أنه قال : قال علي: «تزاوروا وتذاكروا الحديث فإنكم إن لم تفعلوا يدرس».
لهذا جاءت العبارة التي أصبحت شعاراً للمذاكرة، وهي قولهم: «إحياء الحديث مذاكرته» . ومنها انطلق هذا الصحابي في حثه الناس على التحدث لما في ذلك من فوائد كبيرة. . ومن فوائد التحدث والمذاكرة في الحديث أنه سبب كبير وداع عظيم للتنافس المحمود بين طلبة العلم .
فعن علي بن الجعد أنه قال: حدثنا شعبة عن سعيد بن يزيد سمع أبا نضرة يحدث عن أبي سعيد قال: تحدثوا فإن الحديث يهيج الحديث. 1
ثواب صلاة الجماعة
وفي بحار الأنوار 2: روى الشهيد الثاني1 في شرحه على الإرشاد من كتاب الإمام والمأموم للشيخ أبي محمد جعفر بن القمي بإسناده المتصل إلى أبي سعيد الخدري، قال:
قال رسول الله(ص) : «أتاني جبرئيل مع سبعين ألف ملك بعد صلاة الظهر، فقال: يا مُحَمَّد! إنَّ ربك يقرئك السلام وأهدى إليك هديتين لم يهدهما إلى نبيٍّ قبلك، قلت: وما تلك الهديتان؟
قال: الوتر ثلاث ركعات، والصلاة الخمس في جماعة.
قلت: يا جبرئيل! وما لأمتي في الجماعة؟
قال: يا مُحَمَّد! إذا كانا اثنين كتب الله لكل واحد بكل ركعة مائة وخمسين صلاة، وإذا كانوا ثلاثة كتب لكل واحد بكل ركعة ستمئة صلاة، وإذا كانوا أربعة كتب الله لكل واحد بكل ركعة ألفاً ومئتي صلاة، وإذا كانوا خمسة كتب الله لكل واحد بكل ركعة ألفين وأربعمئة، وإذا كانوا ستة كتب الله لكل واحد بكل ركعة أربعة آلاف وثمانمئة صلاة، وإذا كانوا سبعة كتب الله لكل واحد بكل ركعة تسعة آلاف وستمئة صلاة، وإذا كانوا ثمانية كتب الله لكل واحد منهم بكل ركعة تسعة عشر ألفاً ومئتي صلاة، وإذا كانوا تسعة كتب الله لكل واحد منهم بكل ركعة ستة وثلاثين ألفاً وأربعمئة صلاة، وإذا كانوا عشرة كتب الله لكل واحد بكل ركعة سبعين ألفاً وألفين وثمانمئة صلاة، فإنْ زادوا على العشرة فلو صارت السماوات كلها مداداً والأشجار أقلاماً، والثقلان مع الملائكة كُتّاباً لم يقدروا أن يكتبوا ثواب ركعة واحدة.
يا مُحَمَّد! تكبيرة يدركها المؤمن مع الإمام خير من ستين ألف حجة وعمرة، وخير من الدنيا وما فيها سبعين ألف مرة، وركعة يصليها المؤمن مع الإمام خير من مئة ألف دينار يتصدق بها على المساكين، وسجدة يسجدها المؤمن مع الإمام في جماعة خير من عتق مئة رقبة.
وعن طول يوم القيامة تَعْرُجُ الْمَلاٰئِكَةُ وَ الرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كٰانَ مِقْدٰارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ 3.
نسب إلى أبي سعيد أنه قال : قيل: يا رسول الله! ما أطول هذا اليوم ؟!
فقال : والذي نفس محمد بيده إنه ليخف على المؤمن حتى يكون أخف عليه من صلاة مكتوبة يصليها في الدنيا .