126وأبو سعيد الخدري من رواة حديث اهتزاز العرش لموت سعد بن معاذ كما في سيرة ابن هشام 1.
والحديث : أن جبريل(ع) أتى رسول الله(ص) حين قبض سعد بن معاذ من جوف الليل معتجراً بعمامة من إستبرق ، فقال : يا محمد! من هذا الميت الذي فتحت له أبواب السماء ، واهتز له العرش؟
فقام رسول الله(ص) سريعاً يجر ثوبه إلى سعد ، فوجده قد مات .
«إن أهل الجنة ليتراءون أهل الغرف من فوقهم كما يتراءون الكوكب الدري الغابر من الأفق من المشرق أو المغرب لتفاضل ما بينهم، قالوا: يا رسول الله تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم؟ قال: بلى، والذي نفسي بيده رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين» . رواه الشيخان البخاري ومسلم.
وعن أبي سعيد الخدري عن النبي(ص) قال:
«إن في الجنة مئة درجة، ولو أن العالمين اجتمعوا في إحداهن وسعتهم».
وقال سعيد بن منصور: حدثنا خلف بن خليفة عن العلاء بن المسيب عن أبيه عن أبي سعيد قلنا له: هنيئاً لك برؤية رسول الله(ص) وصحبته قال : إنك لا تدري ما أحدثنا بعده .
قال ابن أبي سلمة: قلت لأبي سعيد الخدري: ما ترى في ما أحدث الناس من الملبس والمشرب والمركب والمطعم؟ فقال:
يا ابن أخي كُل لله، واشرب لله، وكلّ شيء من ذلك دخله زهو أو مباهاة أو رياء أو سمعة فهو معصية وسرف.
المرأة تسأل
هناك اهتمام أكيد من قبل الإسلام بالمرأة المسلمة، واهتمام متميز من قبل الرسول(ص) واحترام واضح لما تريده مادام لا يخالف شريعة ولا منهجاً دينياً وأخلاقياً واجتماعياً . . وكانت المرأة في ذلك الوقت لها رأيها وهي ذات مكانة عظيمة راحت تسخرها لخدمة المشروع الإسلامي . . حتى برزت طائفة من النساء العالمات المبلغات، فقد روى البخاري ومسلم عن أبي سعيد الخدري قال: جاءت امرأة إلى رسول الله(ص) فقالت: يا رسول الله! ذهب الرجال بحديثك، فاجعل لنا من نفسك يوماً نأتيك فيه، تعلمنا مما علمك الله، قال: اجتمعن يوم كذا وكذا، فاجتمعن، فأتاهنّ النبي(ص) فعلمهن مما علمه الله. . وقد تبادرن النساء إلى مجالس الرسول الخاصة بهن، وقد أثنى رسول الله(ص) عليهن ودعا لهن فقال: «رحم الله نساء الأنصار لا يمنعهن حياؤهن أن يسألن عن أمور دينهن».
وفاته
وحتى قبيل وفاته لم يترك الرواية عن رسول الله(ص) وقد ضمن وصاياه العديدة قولاً لرسول الله(ص) .
فعن ابنه عبد الرحمن أن أباه قال له : يا بني! إني قد كبرت سني وحان مني ، خذ بيدي ، فاتكأ علي حتى جاء البقيع مكاناً لا يدفن فيه فقال: إذا أنا هلكت فادفني هاهنا ، ولا تضربن علي فسطاطاً ولا تمشين معي بنار ، ولا تبك علي باكية ، ولا تؤذنن أحداً، وليكن مشيك بي خبباً . فجعل الناس يأتوني فيقولون: متى تخرج به ؟ فأكره أن أخبرهم وقد نهاني ، فقلت: إذا فرغت من جهازه، فخرجت به من صدر يوم الجمعة ، فوجده البقيع قد ملئ علي ناساً.
ولما حضرته الوفاة تقول ابنته : لما حضر أبو سعيد بعث إلى نفر من أصحاب رسول الله(ص) فيهم : ابن عباس وابن عمر وأنس بن مالك وجابر بن عبد الله فقال : لا يغلبنكم ولد أبي سعيد ، إذا أنا مت فكفنوني في ثيابي التي كنت أصلي فيها وأذكر الله فيها .. .
وعن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال : دخلت على أبي سعيد الخدري عند موته فدعا بثياب جدد فلبسها ثم قال : سمعت رسول الله(ص) يقول : إن الميت يبعث في ثيابه التي يموت فيها . فإذا مت فلا تتبعوني بنار ولا تجعلوا علي قطيفة حمراء ولا تبك علي باكية.
ومن وصاياه أيضاً عند احتضاره: إذا حملتم فأسرعوا ، أي أسرعوابي.
توفي هذا الصحابي الجليل رضوان الله عليه في خلافة عبد الملك بن مروان، وحين استولى الحجاج على الكعبة بعد قتله عبد الله بن الزبير ،وكان عمر أبي سعيد الخدري 74 سنة، بالمدينة يوم الجمعة . وقال أبو الحسن المدائني: مات سنة (63)، وقال العسكري: مات سنة(65) ..
ويقال: قبره يقع في خارج البقيع في الجهة الشرقية الشمالية منه على قارعة الطريق المؤدي للحرة الشرقية، وقد اختار أبو سعيد هذا المكان ليدفن فيه في حياته، فيما يقال: إنه دفن بالبقيع نفسه ، إلى جوار قبر فاطمة بنت أسد رضوان الله تعالى عليها .