72المنكر، وهم أُسرة واحدة، متعاونة ومتفاهمة ومتعاطفة بَعْضُهُمْ أَوْلِيٰاءُ بَعْضٍ ، وهم يؤمنون جميعاً بالله ورسوله، ويطيعون الله ورسوله، فإن الدعوة إلى الله ورسوله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يكون إلا مع الإيمان بالله ورسوله وطاعة الله ورسوله.
إذن، هذه الجماعة تحمل ثلاث خصال:
1 - الإيمان بالله ورسوله، وطاعة الله ورسوله.
2 - الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإقامة الصلاة..
3 - التفاهم والتعاون والتعاضد والتواصي بالحق والصبر فيما بينهم.
إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّٰالِحٰاتِ وَ تَوٰاصَوْا بِالْحَقِّ وَ تَوٰاصَوْا بِالصَّبْرِ
1
.
وعليه فإن مفهوم (الجماعة) بهذا التوضيح يلتقي مع مفهوم (الأمة).
وهذه الأمة أمة واحدة، وليست أمماً شتى، لا ريب في ذلك.
إِنَّ هٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وٰاحِدَةً وَ أَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ
2
.
وَ إِنَّ هٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وٰاحِدَةً وَ أَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ
3
.
وهذه الأمة بعرضها العريض أمّة واحدة، لها عقيدة واحدة وشريعة واحدة ومنهاج واحد، ودعوة واحدة، وسبيل واحد، ورسالة واحدة، يؤدّونها مجتمعين.
وهذه الوحدة والاجتماع في الأداء، وتحمّل المسؤولية، والعقيدة والشريعة والدعوة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هي التي تجعل من هذه الأمة جماعة واحدة.
وقد ورد التأكيد على هذا الاجتماع والوحدة في الأداء والوحدة في الموقف والعمل في آيات عديدة من القرآن.
منها قوله تعالى: وَ اعْتَصِمُوا