68بعث بعثاً من المسلمين إلى قوم من المشركين، وأنهم التقوا فكان رجل من المشركين إذا شاء أن يقصد إلى رجل من المسلمين قصد له فقتله، وإن رجلاً من المسلمين قصد غفلته، قال: وكنا نحدّث أنه أسامة بن زيد، فلما رفع عليه السيف قال: لا إله إلا الله فقتله، فجاء البشير إلى النبي(ص)، فسأله فأخبره، حتى أخبره خبر الرجل كيف صنع، فدعاه فسأله قال: لِمَ قتلته ؟ قال: يا رسول الله! أوجع في المسلمين وقتل فلاناً وفلاناً وسمّى له نفراً، وإنّي حملت عليه فلما رأى السيف قال: لا إله إلا الله، قال رسول الله(ص): أقتلته ؟ قال: نعم، قال: فكيف تصنع بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة ، قال: يا رسول الله! استغفر لي، قال: وكيف تصنع بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة ، قال: فجعل لا يزيد على أن يقول: كيف تصنع بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة 1.
وروى مسلم أيضاً عن أسامة بن زيد أنه قال:
«بعثنا رسول الله(ص) في سرية فصبحنا الحرقات 2 من جهينة فأدركت رجلاً فقال: لا إله إلا الله، فطعنته، فوقع في نفسي من ذلك فذكرته للنبي(ص) فقال رسول الله(ص): أقال لا إله إلا الله وقتلته ! قال: قلت: يا رسول الله! إنما قالها خوفاً من السلاح، قال: أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم أقالها أم لا ، فمازال يكررها عليَّ حتى تمنّيت أني أسلمت يومئذ» 3.
ورغم أن القتيل كان مقاتلاً يقاتل المسلمين في صفوف الكافرين حتى اللحظة الأخيرة، ونطق بكلمة التوحيد في اللحظة الأخيرة عندما وجد السيف على رأسه، وواضح من كل القرائن أن الرجل شهد ب- لا إله إلا الله خوفاً من القتل وليس عن إيمان، كما قال أسامة بن زيد..