69إلا أن رسول الله(ص) غضب غضباً ظاهراً، وأنكر على أسامة بشدة وقوة، وكرّر إنكاره على أسامة حتى تمنى أسامة أن يكون قد أسلم في ذلك اليوم حتى يكون الإسلام قد جب من ذنوبه ما سبق.
خطبة رسول الله(ص) بمنى
وهذه الخطبة ألقاها رسول الله(ص) في جموع المسلمين الغفيرة بيوم النحر بمنى، وقد روى هذه الخطبة ثقات المحدثين بألفاظ متقاربة، ونحن ننقل الخطبة برواية الإمام أبي عبدالله الصادق(ع) ونشير إلى جملة من المصادر التي تروي هذه الخطبة:
عن زيد الشحّام عن أبي عبدالله الصادق(ع) أنه قال:
«إن رسول الله(ص) وقف بمنى حين قضى مناسكها في حجة الوداع فقال: أيها الناس! اسمعوا ما أقول لكم واعقلوه عني فإني لا أدرى لعليّ لا ألقاكم في هذا الموقف بعد عامنا هذا، ثم قال: أيُّ يوم أعظم حرمة؟ قالوا: هذا اليوم، قال: فأيّ شهر أعظم حرمة؟ قالوا : هذا الشهر، قال: فأيّ بلد أعظم حرمة؟ قالوا : هذا البلد، قال: فإن دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا إلى يوم تلقونه فيسألكم عن أعمالكم، ألا هل بلّغت؟ قالوا: نعم، قال: اللّهم اشهد، ألا من كانت عنده أمانة فليؤدّها إلى من ائتمنه عليها، فإنه لا يحل دم امرئ مسلم ولا ماله إلا بطيبة نفسه، ولا تظلموا أنفسكم، ولا ترجعوا بعدي كفّاراً» 1.