60عن وعي الجمهور، وإذا حلّ الوعي في الشارع الذي يتحرك فيه الجمهور وتسلّح الجمهور بالوعي، لم تعد هذه اللعب السياسية والفضائيات المضللة قادرة على تضليل الناس، وتفجير الفتن في وسط الناس، كالذي يحصل اليوم في العراق وفي بعض الأقطار الإسلامية.
فإن الوعي عندما ينزل إلى مستوى الشارع ويثقف الجمهور يحصّنه من أمثال هذه الفتن... والجمهور الذي يمتلك درجة عالية من الوعي السياسي يمتلك درجة عالية من الحصانة تجاه العوامل الإعلامية والسياسية المضللة، ولا تحتوشه الفتن.
والجمهور غير الموجّه، وغير الراشد، هو الوسط الخصب، والتربة الصالحة لأمثال هذه الفتن. وعن طريق التوعية والتثقيف السياسي يمكننا أن نحافظ على سلامة الجمهور ورشده.
والجمهور كما هو تربة صالحة للفتن والضوضاء كذلك، هو وعاء صالح للوعي والعقل والسداد والتقوى.. ويمتلك أعماقاً سليمة من الفطرة لم ينفذ إليها الفساد، والقادة الحقيقيون هم الذين يدركون هذا العمق الفطري السليم للجمهور، ويقودون الجمهور إلى صراط الله المستقيم والتقوى، ويحذرونه من مغبّة الوقوع في أمثال هذه الفتن، ويفلحون في ذلك.
إن الثقة بالجمهور، وكفاءاته الكثيرة، وسلامة فطرته، هو رأس مال أولئك القادة الذين يعرفون كيف يخاطبون الجمهور، وكيف يكسبونه.. بعد الثقة بالله تعالى والاعتماد عليه والاطمئنان إلى وعده بالنصر وتأييده للقلّة المؤمنة في مواجهة أمثال هذه الفتن والتحديات.
الوعي والخطاب
ولابد للوعي من خطاب، كما أن