44يتبرّك بمائه، أفهل يتبرّك إمامهم بقميص الشافعي وهم لا يتبركون بضريح النبي(ص) بل يرون ذلك ممنوعاً ومحظوراً؟!
إن زوّار بيتالله يدخلون السعودية بتأشيرة دخول رسمية ويفترض أن يكونوا محل احترام الدولة الحاكمة، إلا أن أغلب هؤلاء الزوار يخشون على أنفسهم وأموالهم، ويقومون بالواجبات والمستحبات بقلق واضطراب وخوف، بل يتعرّض أكثرهم لإهانة رجال الشرطة الدينية.
إن الحرمين الشريفين حرم آمن لله تعالى، فكل الطوائف الإسلامية من حقها أن تقوم بأعمالها في حريةٍ تامة في الوقت عينه الذي تكون فيه الأمور التنظيمية والإدارية بيد الدولة. فالنظم والانضباط مسألة، وإرغام الجميع على اتباع مذهبٍ واحد ظهر في القرن الثامن الهجري، واتهام الناس - عبر ذلك - بالكفر والشرك.. ذلك كلّه أمرٌ آخر.
إن أعمال العنف التي يقوم بها هذا الفريق سبّبت عرض الإسلام في الغرب بشكل دين العنف، وأعاق مجال التبليغ لدى الطبقة الشابة عند هؤلاء أنفسهم.
من الجيد أن تستفيد هذه الشريحة من الملك السعودي الثاني (سعود بن عبدالعزيز)، ذلك أنه استضيف في إيران عام 1334، وقد أهدى - احتراماً - عدة نسخ من القرآن الكريم وبعض القطع من ستائر الكعبة، وعدد آخر من الهدايا عبر السيد يوسف أبوعلي للسيد آيةالله البروجردي. وقد قبل السيد البروجردي القرآن وقطعة ستار الكعبة وأهدى بقية الهدايا إلى حاملها له، وقد كتب رسالة أشار فيها: اليوم والحج في يد جناب الملك أرسل إليكم حديثاً حول حج رسول الله،