71. إنّ الصفا جزء من جبل أبيقبيس كما أنّ المروة جزء من جبل قعيقعان، فمن البعيد أن يكون طول الجبل وامتداده حوالي 20 متراً من غير فرق بين الصفا والمروة، وهذا يدلّ على أن الامتداد الحالي ليس هو كما في السابق لحصول الحفريات على جانبيه.
2. توجد حالياً بقايا من جبل المروة خارج المسعى في الجانب الشرقي، وهذا يدلّ على امتداده سابقاً ولكنّه حفر لإيجاد الطريق.
3. يظهر من الحاكم في ترجمة الأرقم بن أبي الأرقم المخزومي قوله: إنّ دار الأرقم وهي الدار التي كان النبي(ص) يدعو الناس فيها إلى الإسلام فأسلم فيها قوم كثير - إنّ داره كانت على الصفا وتصدّق بها الأرقم على ولده، فقرأت نسخة صدقة الأرقم بداره: «بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما قضى الأرقم في ربعه ما حاز الصفا أنّها صدقة بمكانها من الحرم لا تباع ولاتورث».
إلى أن قال الحاكم: فلم تزل هذه الدار صدقة قائمة، فيها ولده يسكنون ويؤجرون ويأخذون عليها حتّى كان زمن أبيجعفر. قال محمّد بن عمر فأخبرني أبي عن يحيى بن عمران بن عثمان بن الأرقم قال:
«إنّي لأعلم اليوم الذي وقع في نفس أبيجعفر أنّه يسعى بين الصفا والمروة في حجّة حجّها ونحن على ظهر الدار فيمرّ تحتنا لو شئت أن آخذ قلنسوته لأخذتها، وإنّه لينظر إلينا من حين يهبط الوادي حتّى يصعد إلى الصفا» 1.
وهذه الوثيقة التاريخية تدفعنا إلى القول أنّ المسعى من الجانب الشرقي كان أوسع ممّا عليه الآن.
4. إن دار الأرقم صارت في السنوات السالفة مكاناً لما يسمى «دار الحديث المكّي» ولو بذلت جهود لسؤال المسنّين والمعمرين الذين شاهدوا دار الحديث قبل التوسعة وحدّدوا مقدار الفاصلة بينه وبين المسعى الحالي لكان ذلك دليلاً للموضوع.
هذا، وقد نشر المشرفون على التوسعة مخططاً ذكروا فيه أن دار الأرقم بن أبيالأرقم «دار الحديث» كانت تبعد عن المسعى الحالي مقدار 21/18 متراً.
وهذا الذي يعاني منه العلماء والمحقّقون اليوم هو أحد النتائج السلبيّة التي سببها هدم الآثار التاريخية المتعلّقة بعصر النبي(ص) وصدر الإسلام والذي تعرّضت له الكثير من المعالم الإسلاميّة في مكّة والمدينة المنوّرة.
ولو كانت التوسعة مقرونة بحفظ معالم الإسلام وآثاره لما ضاع علينا معرفة حدود المشاعر الإسلامية.
5. يحتفظ المشرفون على التوسعة الجديدة بصورة فوتوغرافيّة قديمة لمنطقة الصفا والتي تظهر - كما يقولون - أنّ هناك امتداداً شرقياً لجبل الصفا كان موجوداً قبل أعمال الهدميات وأثناء عملية الإزالة وبعد الإزالة.
6. كما ذكرنا من الدراسة يؤيد امتداد جبل الصفا حوالي 20 متراً إلى الشرق، إنّما الكلام في امتداد جبل المروة بهذا المقدار ولم نقف على ما يؤيّد امتداد جبل المروة هذا المقدار، حتّى الباحثين في السعوديّة صرّحوا بذلك وقالوا: لم يوضح المسح التاريخي للصور الامتداد الشرقي لجبل المروة وإن أثبتت أحاديث كبار السنّ والمعمرين من سكان المنطقة وجود امتداد شرقي لسفح جبل المروة يقدّر بحوالي 40 متراً بنيت عليه البيوت إلى شارع «المدعى» الموجود جزء منه حالياً.
7. بالاعتماد على المسح الجيولوجي لمنطقة جبل المروة ثبت أنّ امتداد الجبل يستمر إلى مسافة 31 متراً، وهذا ما أشار إليه المشرفون في تقريرهم حيث قالوا: إنّ هناك ردميات من البطحاء تظهر في القطاعات المرفقة. كما نجد امتداد الجبل السطحي الموضح في الخريطة الجيولوجيّة المرفقة يقارب (31 متراً) شرقاً، وهو ما تمّ تأكيد وجوده من نتائج الحفر.
8. أكدت الدراسات التاريخيّة والجغرافيّة والجيولوجيّة التي قامت بها اللجان المشرفة على توسعة المسعى أنّ هناك امتداداً سطحياً لجبل المروة بما لا يقلّ يقيناً عن 25 متراً من الناحية الشرقية، وهذا ما ثبت بعد دراسة عينات الصخور التي أخذت من الناحية الشرقيّة لجبل المروة والتي ظهرت مشابهتها لصخور المروة.
هذه معلومات ووثائق حول الموضوع أضعها في متناول المحقّقين حتّى تكون نواةً للبحث والدراسة الموسّعة، وليست الدراسة دليلاً على الإفتاء، وإنّما هي خطوة متواضعة للغرض المنشود إلى أن ينكشف الحال أكثر من ذلك 2.