67
رسالة في الطواف
الشيخ لطف الله العاملي الميسي
تحقيق:هادي القبيسي
لم يكن الحج شيئاً جديداً، ولا تشريعاً غريباً، بل هو من المناسك القديمة ومن عادات الأمم السابقة، فمن قبل كان الناس يحجون إلى بيت المقدس، وكذا إلى الكعبة الشريفة، وإنّما اختلفت الأعمال والأركان، والأجزاء والشرائط، وكلّ الخصوصيّات المتعلّقة به.
فلمّا كان فريضة من الفرائض الدينيّة وشعيرة من الشعائر الإسلامية، كان من الطبيعي جدّاً أن يهتمّ علماؤنا الأعلام بأحكامها ومسائلها بحثاً وتنقيباً عن أصولها في مظانّها من الآيات والروايات، وارجاع الفروع إلى أصولها.
فقد صُنّف الكثير في هذا الباب من أبحاث مفصّلة ومختصرة فكان منها هذه الرسالة الصغيرة في حجمها، الكبيرة في محتواها، لعلم من أعلام الطائفة ورموزها الذي نذر نفسه لخدمة هذا المذهب الذي طالما كان مؤيّداً ومسدّداً بقاءً ودواماً أمام الرياح العواتي؛ لأنّه مستند إلى ركن ركين وعماد حصين، مستمداً قواه من حُماة الوحي والرسالة، بقيّة الله الأعظم وآباءه وأجداده إلى النبيّ الأكرم(ص).