80
2- الأفعال الجبليّة ذات الهيئات الخاصّة
النوع الثاني: ما كان من أفعال الجبلّة على هيئة مخصوصة، كما لو كانت له هيئة خاصّة في قعوده يداوم عليها، أو طريقة خاصّة في أكله وشربه يداوم عليها كذلك، فالاقتداء هنا ليس في أصل القعود بل في الهيئة الخاصّة، وهذا ما يميّز هذا النوع عن النوع الأوّل.
وقد ذهب الشوكاني هنا وجماعة إلى إفادة الندب، وحكي عن أكثر المحدّثين 1، إلا أنّ الأصح عدم إفادة الاستحباب هنا إلا نادراً، إذ كما يمكن أن يكون الطبع مقتضياً لأصل القعود، كذا يقتضي المزاج قعوداً خاصاً، فنحن نرى الناس تعتاد - بحكم الطبع أيضاً والمزاج - على طريقة خاصّة في الأكل دون أن يكون ذلك ناشئاً عن وجهة نظر عقائدية أو ثقافية، والخصوصية وإن كانت محتملة إلا أنّه لا دليل على المنطلق الديني في فعل النبي صلى الله عليه و آله هنا، ما لم تقم قرينة أو شاهد خاصّ على ذلك.
نعم، يتصوّر بعضهم أن تمام ما يفعله النبي صلى الله عليه و آله أو الإمام عليه السلام نابع عن الكمال