65
حجية الفعل النبوي
دراسة في الاستناد إلى فعل النبي وسيرته
في ضوء أصول الفقه الإسلامي
حيدر حب اللّٰه
تمهيد
يمثل فعل المعصوم - من النبي والإمام - أحد أوجه السنّة ومظاهرها، وكما استند العلماء المسلمون إلى أقوال النبي في الاحتجاج بها والاعتماد عليها، والأخذ بها مصدراً من مصادر المعرفة الدينية على غير صعيد ومجال، كذلك شكّلت سيرة النبيّ وأفعاله، سيما سيرته في الحرب والتعامل مع الكافرين، مستنداً رئيساً في الاجتهاد الفقهي؛ لتصبح هذه السيرة وتلك الأفعال مرجعاً للفقيه وغيره.
وقد وقع بحثٌ بين أصوليي المسلمين في حجيّة فعل المعصوم، ثم أشكل الأمر بينهم في أن الفعل لو كان حجّةً فما معنى حجيّته؟ وكيف يفيد الفعل في الاستدلال على الدين والشريعة؟
وقد ظلّ هذا البحث رائجاً في الوسط السنّي حتى عصرنا الحاضر؛ حيث ألّفت دراسات مستقلّة فيه، من أشهرها دراسة الدكتور محمد سليمان الأشقر، ومن قديمها كتاب في أفعال النبي، لأبي الحسن الأشعري (324 ه) ، 1ولعلّه مضمون