57الطبيعيّة كالطبّ والكيمياء ونحوهما.
لا أقول: إن الأنبياء لم يكونوا عالمين بعلوم العلماء في غير ما يتعلق بالمعارف وإنّما أقول: إن العقل لا يحكم بلزوم اشتمال الأنبياء على تلك العلوم، وهذا لا يعني عدم اشتمالهم على الكمالات.
نعم، لابد عقلاً من كون النبي والإمام أفضل من ساير أهل عصره فيما يتعلّق بشأن هداية الأمّة وأعلم منهم في هذا المجال، والنقل أيضاً يؤكد ذلك قال تعالى:
« أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لاٰ يَهِدِّي إِلاّٰ أَنْ يُهْدىٰ فَمٰا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ» .
فيتحصّل مما تقدم أنّه لا يحكم العقل بلزوم كون النّبي صلى الله عليه و آله قادراً على الكتابة والقراءة؛ حيث لا مدخل لهما في الفضيلة على فاقدهما بعد أن كان الفاقد محيطاً بكل العلوم المرتبطة بهداية الناس وأفضل من غيره في هذا المجال، ولعله لهذا اشتبه الأمر على من أنكر فضيلة الكتابة والقراءة فلا ينبغي الخلط.
الوجه الثاني: جملة من النصوص تضمّنت صريحاً قدرته صلى الله عليه و آله على القراءة والكتابة.
1 - منها: رواية الصدوق في العلل والمعاني ورواها المفيد في الاختصاص والصفّار في بصائر الدرجات وحكاها المجلسي في البحار والبحراني في البرهان وغيرهم. ونحن نحكي رواية الصدوق عن البحار فقد قال: حدثني أبي قال:
حدّثني سعد بن عبداللّٰه عن أحمد بن محمد بن عيسى عن أبي عبداللّٰه محمد بن خالد البرقي عن جعفر بن محمد الصيرفي (الصوفي - خ) قال: سألت أباجعفر، محمد بن علي عليهما السلام فقلت 1: يابن رسول اللّٰه، لم سُمّي النبي الاُمّي؟ فقال: «ما يقول الناس؟» قلت: يزعمون أنّه صلى الله عليه و آله سمّي الأمي، لأنّه لم يحسن أن يقرء؛ فقال: «كذبوا لعنة اللّٰه عليهم. أنّى ذلك واللّٰه يقول في محكم كتابه: «هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي اْلأُمِّيِّينَ رَسُولاً