56تسألني؟ قال: أسألك عن العلم. فأمّا الفضل فهم سواء. قال: قلت: جعلت فداك فما عسى أقول فيهم؟ فقال: هو واللّٰه أعلم منهما ثمّ قال: يا عبداللّٰه أليس يقولون: إنّ لعلي ما للرسول من العلم؟ قال: قلت: بلى، قال: فخاصمهم فيه، قال: إنّ اللّٰه تبارك وتعالى قال لموسى عليه السلام: «وَكَتَبْنٰا لَهُ فِي اْلأَلْوٰاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ» 1فأعلمنا أنّه لم يبين له الأمر كلّه، وقال اللّٰه تبارك وتعالى لمحمّد صلى الله عليه و آله: «وَجِئْنٰا بِكَ عَلىٰ هٰؤُلاٰءِ شَهِيداً» 2و «وَنَزَّلْنٰا عَلَيْكَ الْكِتٰابَ تِبْيٰاناً لِكُلِّ شَيْءٍ» 3.
ثمّ إنّه تجدر الإشارة إلى نقطة، وهي أن الأفضل أولى بالإمامة من غيره، وهذا ما يحكم به العقل الصريح والوجدان السليم. ولكن الفضيلة المرجّحة للإمامة ليست هي مطلق الفضيلة وإنّما هي الفضيلة فيما يتعلّق بالإمامة التي يتصداها الشخص، فمن كان إماماً في سبيل الهداية إلى المعارف فينبغي أن يكون أفضل في العلوم المرتبطة بذلك لا في غيرها، ولذا لا يجب أن يكون النّبي عالماً بالعلوم