53اشتمال النبي صلى الله عليه و آله وأهل بيته على جميع علوم الأنبياء.
فلنا في المقام دعويان: إحداهما أن الكتابة والقراءة علم وفضيلة.
ثانيتهما: اشتمال النبي صلى الله عليه و آله على جميع علوم السلف.
أمّا الدعوى الأولىٰ: فهي واضحة لا تحتاج إلى إثبات ومن الغريب ما في بعض الكلمات من إظهار الترديد فيها أو دعوى خلافها. وكيف لا تكون القدرة على القراءة والكتابة فضيلة بعد ما كان العلم بساير اللغات ولغة الحيوانات من معاجز الأنبياء والأولياء.
وكيف كان: فقد أنكر فضل العلم بالكتابة والقراءة بعض مقاربي عصرنا 1واستظهر ذلك من ابن خلدون حيث ذكر في المقدمة: كان النبي صلى الله عليه و آله أمّياً وكان ذلك كمالاً له لأنّه كان يتلقى العلم من السماء. نعم الأمّية نقص لنا لاستلزامها الجهل بالنسبة إلينا 2. وهذه الدعوى مكابرة مع الوجدان.
وقد ورد في بعض النصوص أن أوّل من خط بالقلم هو إدريس النبي عليه السلام.
روى الصدوق في الخصال والمعاني فيما حكاه في سفينة البحار عن أبيذر رحمه الله قال: قلت يا رسول اللّٰه كم النبيّون؟ قال: مأة ألف وأربعة وعشرون ألف نبي؛ قلت: كم المرسلون منهم؟ قال: ثلاثمأة وثلاثة عشر جمّاً غفيراً؛ قلت: من كان أوّل الأنبياء؟ قال: آدم عليه السلام؛ قلت: وكان من الأنبياء مرسلاً؟ قال: نعم خلقه اللّٰه عزّ وجلّ بيده ونفخ فيه من روحه؛ ثمّ قال يا أباذر! أربعة من الأنبياء سريانيون: آدم وشيث و أخنوخ وهو إدريس، وهو أوّل من خط بالقلم ونوح عليه السلام. . . 3.
ولا يبعد ظهور هذا الخبر في كون الخط كان إلهاماً إلهياً لنبيّه، كما ويظهر من بعض الأخبار كون التكلّم ومنه العربيّة أيضاً كان إلهاماً، ويؤكده - بعيداً عن