42ولا نكتب. وقد روي غير هذا» 1.
وقال في موضع آخر: وقيل: أمّي منسوب إلى أمّة يعني جماعة عامة؛ والعامة لا تعلم الكتابة. ويقال: سمي بذلك لأنّه من العرب وتدعى العرب الأميون. وقوله تعالى: «هو الذي بعث في الأميين» ؛ وقيل: لأنه يقول يوم القيامة: أمتي أمتي.
وقيل: لأنه الأصل وهو بمنزلة الأم التي يرجع الأولاد إليها، ومنه أم القرى. وقيل:
لأنّه لأمته بمنزلة الوالدة الشفيقة بولدها فإذا نودي يوم القيامة: يوم يفر المرء من أخيه، تمسك بأمته. وقيل: منسوب إلى أم وهي لا تعلم الكتابة لأنّ الكتابة من أمارات الرجل. وقالوا: نسب إلى أمّة يعني الخلقة قال الأعشى:
وإنّ معاوية الأكرمين
حسان الوجوه طوال الأمم
قال المرتضى في قوله تعالى: «وَمٰا كُنْتَ تَتْلُوا مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتٰابٍ» : ظاهر الآية تقتضي نفي الكتابة والقراءة بما قبل النبوة دون ما بعدها، ولأنّ التعليل في الآية يقتضي اختصاص النفي بما قبل النبوة لأنّهم إنّما يرتابون في نبوته لو كان يحسنها قبل النبوة فأمّا بعدها فلا تعلق به بالريبة فيجوز أن يكون تعلمها من جبرئيل بعد النبوة ويجوز أن لم يتعلم فلا نعلم. قال الشعبي وجماعة من أهل العلم: ما مات رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله حتى كتب وقرأ. وقد شهر في الصحاح والتواريخ قوله صلى الله عليه و آله: إيتوني بدوات وكتف أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده أبداً 2.
وقال في موضع ثالث: قال الطبرسي رحمه الله: الأمي، ذكر في معناه أقوال: أحدها الذي لا يكتب ولا يقرء. وثانيها: إنّه منسوب إلى الأمّة والمعنى أنّه على جبلة الأمّة قبل استفادة الكتابة وقيل: إنّ المراد بالأمة العرب لأنّها لم تكن تحسن الكتابة.
وثالثها: إنّه منسوب إلى الاُمّ والمعنى أنّه على ما ولدته أمه قبل تعلم الكتابة.
ورابعها: إنّه منسوب إلى اُمّ القرى وهو مكة وهو المروي عن أبي جعفر عليه السلام.