403 - وقال تعالى: «وَ كَذٰلِكَ أَنْزَلْنٰا إِلَيْكَ الْكِتٰابَ فَالَّذِينَ آتَيْنٰاهُمُ الْكِتٰابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَ مِنْ هٰؤُلاٰءِ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَ مٰا يَجْحَدُ بِآيٰاتِنٰا إِلاَّ الْكٰافِرُونَ * وَ مٰا كُنْتَ تَتْلُوا مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتٰابٍ وَ لاٰ تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لاَرْتٰابَ الْمُبْطِلُونَ * بَلْ هُوَ آيٰاتٌبَيِّنٰاتٌ فِي صُدُورِالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ» 1.
والمعروف أن الأمّي هو الذي لا يعرف الكتابة ولا قراءة الكتب ويحتمل أن يكون معناه هو من لا يعرف العلوم المفتقرة إلى الكسب والتعلّم الموقوفة عادة على القراءة والكتابة، ويكون عدم معرفة الكتاب والقراءة أمارة على الأمّية.
قال ابن منظور: الأمّي الّذي لا يكتب. قال الزجاج: الأمي الذي على خلقة الأمة، لم يتعلم الكتاب فهو على جبلته. قال أبو إسحاق: معنى الأمي، المنسوب إلى ما عليه جبلته أمّه، أيالذي لا يكتب فهو في أنّه لا يكتب، أمي؛ لأنّ الكتابة هي مكتسبة فكأنّه نسب إلى ما يولد عليه أي على ما ولدته أمّه عليه. وكانت الكتابة في العرب من أهل الطائف تعلّموها من رجل من أهل الحيرة وأخذها أهل الحيرة عن أهل الدينار.
وفي الحديث: إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب، أراد أنّهم على أصل ولادة أمهم، لم يتعلموا الكتابة والحساب فهم على جبلتهم الاُولى.
وفي الحديث: بعثت إلى اُمّة أمية. قيل للعرب: الأميون؛ لأنّ الكتابة كانت فيهم عزيزة أو عديمة. ومنه قوله: «في الاُميين رسولاً منهم. . .» .
وقيل لسيدنا محمد رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله الاُمّي؛ لأنّ أمة العرب لم تكن تكتب ولا تقرأ المكتوب وبعثه اللّٰه رسولاً وهو لا يكتب ولا يقرأ من كتاب، وكانت هذه الحالة إحدى آياته المعجزة لأنّه صلى الله عليه و آله تلا عليهم كتاب اللّٰه منظوماً تارة بعد اُخرى