288
مجتمع النبي صلى الله عليه و آله في الجاهلية
عبد الخالق الصائغ
تمهيد
لكي يتسنى لنا الوقوف على عظمة نبيّنا صلى الله عليه و آله يلزم أن نحيط بالظروف التي عمل فيها على نشر دعوة الحق، فنطّلع على الأحوال الاجتماعية والدينيّة التي كانت سائدة في ذلك المحيط - العبادات والعادات - والتي استطاع هذا النبي العظيم أن يغيّرها ويغيّر أهلها. .
هنا وباختصار، حاولت أن أكتب عن ذلك المجتمع بما يسمح به المقام، كي يصير بإمكاننا تصوّر مدى الجهد الكبير الذي بذله صلى اللّٰه عليه وآله في سبيل التغيير، ليس تغيير ذلك المجتمع فحسب، بل تغيير مسار الإنسانيّة ككل، وذلك حين أخرج الناس من الظلمات إلى النور، فانتشرت دعوته في أصقاع الأرض، فحيثما تذهب في قارات العالم الخمس تجد أمامك أثر هذا العمل ملموساً من خلال:
لا إله إلا اللّٰه محمد رسول اللّٰه. . فانظر إلى عظمة هذا الإنسان الاستثنائي من خلال معرفة بيئة عمله.
كان المجتمع الجاهلي الذي ولد فيه النبي صلى الله عليه و آله مجتمعاً بسيطاً لا يعرف تعقيدات الحضارة، يعيش أعرافاً وتقاليد متوارثة، توارثها الأبناء عن آبائهم ولم يناقشوا