280
المشهد الثاني: الطلعة الأبدية
ثُمَّ إِنَّ هَذَا الإِسْلامَ دِينُ اللّٰه الَّذِي اصْطَفَاهُ لِنَفْسِهِ وَ اصْطَنَعَهُ على عَيْنِهِ وَ أَصْفَاهُ خِيَرَةَ خَلْقِهِ، وَ أَقَامَ دَعَائِمَهُ على مَحَبَّتِهِ، أَذَلَّ الأَدْيَانَ بِعِزَّتِهِ، وَ وَضَعَ الْمِلَلَ بِرَفْعِهِ، وَ أَهَانَ أَعْدَاءَهُ بِكَرَامَتِهِ، وَ خَذَلَ مُحَادِّيهِ بِنَصْرِهِ، وَ هَدَمَ أَرْكَانَ الضَّلالَةِ بِرُكْنِهِ، وَ سَقَىٰ مَنْ عَطِشَ مِنْ حِيَاضِهِ، وَ أَتْأَقَ الْحِيَاضَ بِمَوَاتِحِهِ، ثُمَّ جَعَلَهُ لا انْفِصَامَ لِعُرْوَتِهِ، وَ لا فَكَّ لِحَلْقَتِهِ وَ لا انْهِدَامَ لأَسَاسِهِ وَ لا زَوَالَ لِدَعَائِمِهِ وَ لا انْقِلاعَ لِشَجَرَتِهِ وَ لا انْقِطَاعَ لِمُدَّتِهِ، وَلا عَفَاءَ لِشَرَائِعِهِ وَ لا جَذَّ لِفُرُوعِهِ وَ لا ضَنْكَ لِطُرُقِهِ وَ لا وُعُوثَةَ لِسُهُولَتِهِ، وَلاسَوَادَ لِوَضَحِهِ وَ لا عِوَجَ لانْتِصَابِهِ وَ لا عَصَلَ فِي عُودِهِ، وَ لا وَعَثَ لِفَجِّهِ وَ لا انْطِفَاءَ لِمَصَابِيحِهِ وَ لا مَرَارَةَ لِحَلاوَتِهِ، فَهُوَ دَعَائِمُ أَسَاخَ فِي الْحَقِّ أَسْنَاخَهَا، وَ ثَبَّتَ لَهَا أسَاسَهَا، وَ يَنَابِيعُ غَزُرَتْ عُيُونُهَا، وَ مَصَابِيحُ شَبَّتْ نِيرَانُهَا، وَ مَنَارٌ اقْتَدَى بِهَا سُفَّارُهَا، وَأَعْلامٌ قُصِدَ بِهَا فِجَاجُهَا، وَ مَنَاهِلُ رَوِيَ بِهَا وُرَّادُهَا. جَعَلَ اللّٰه فِيهِ مُنْتَهَى رِضْوَانِهِ وَ ذِرْوَةَ دَعَائِمِهِ وَ سَنَامَ طَاعَتِهِ، فَهُوَ عِنْدَ اللّٰه وَثِيقُ الأَرْكَانِ رَفِيعُ الْبُنْيَانِ مُنِيرُ الْبُرْهَانِ مُضِيءُ النِّيرَانِ عَزِيزُ السُّلْطَانِ مُشْرِفُ الْمَنَارِ مُعْوِذُ الْمَثَارِ، فَشَرِّفُوهُ وَ اتَّبِعُوهُ وَ أَدُّوا إِلَيْهِ حَقَّهُ وَ ضَعُوهُ مَوَاضِعَهُ 1.
المشهد الثالث: انتهاء عصر الرسول
اللهم اجْعَلْ شَرَائِفَ صَلَوَاتِكَ وَ نَوَامِيَ بَرَكَاتِكَ على مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَ رَسُولِكَ، الْخَاتِمِ لِمَا سَبَقَ وَ الْفَاتِحِ لِمَا انْغَلَقَ، وَ الْمُعْلِنِ الْحَقَّ بِالْحَقِّ وَ الدَّافِعِ جَيْشَاتِ الأَبَاطِيلِ وَ الدَّامِغِ صَوْلاتِ الأَضَالِيلِ، كَمَا حُمِّلَ فَاضْطَلَعَ قَائِماً بِأَمْرِكَ، مُسْتَوْفِزاً فِي مَرْضَاتِكَ،