28إخبار الثقات ممن عاصروا المعجزات، فإذا جاز الاعتماد على الأخبار في المعجزات السابقة جاز الاعتماد على أهل الخبرة في المعجزات المعاصرة؛ فيكون الوقوف على الإعجاز لأهل الخبرة مباشريّاً ولغيرهم بواسطتهم، كما يكون الوقوف على المعاجز لمعاصريها مباشرة وللمتأخرين عنها بإخبار معاصريها عنها.
مثلاً: قد لا يتيسّر للأعجمي المباشرة في تشخيص الإعجاز في الكلام العربي وفصاحته والحدّ الطبيعي من الفصاحة فيه، ولكنّه إذا وقف على اعتراف فصحاء العرب بل عظماء فصحائهم ممن يعترف لهم بذلك بإعجاز القرآن علم بالأمر.
والغرض من الإشارة إلى هذا الأمر هو تنبيه الناس على عدم الانخداع بمجرد دعوى الإعجاز من أناس لا حقيقة لدعواهم، وإنّما وقفوا على أمور لغرض التأمر عليهم، وقد كانت المعجزات مسانخةً لفنون أعصارها حتى لا يشتبه الأمر على أهل الخبرة وتقوم الحجّة عليهم، كما صرح بذلك في بعض النصوص.
فقد روى الكليني في الكافي بإسناده عن أبي يعقوب البغدادي قال: قال ابن