275أَرَيْتَنَاهُ عَلِمْنَا أَنَّكَ نَبِيٌّ وَ رَسُولٌ، وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ عَلِمْنَا أَنَّكَ سَاحِرٌ كَذَّابٌ. فَقَالَ صلى الله عليه و آله: وَ مَا تَسْأَلُونَ؟ قَالُوا: تَدْعُو لَنَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ حَتَّى تَنْقَلِعَ بِعُرُوقِهَا وَ تَقِفَ بَيْنَ يَدَيْكَ. فَقَالَ صلى الله عليه و آله:
إِنَّ اللّٰه علىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، فَإِنْ فَعَلَ اللّٰه لَكُمْ ذَلِكَ أَ تُؤْمِنُونَ؟ وَ تَشْهَدُونَ بِالْحَقِّ؟ قَالُوا:
نَعَمْ. قَالَ: فَإِنِّي سَأُرِيكُمْ مَا تَطْلُبُونَ، وَ إِنِّي لأَعْلَمُ أَنَّكُمْ لَاتَفِيئُونَ إِلَى خَيْرٍ، وَ إِنَّ فِيكُمْ مَنْ يُطْرَحُ فِي الْقَلِيبِ، وَ مَنْ يُحَزِّبُ الأَحْزَابَ 1.
المشهد الرابع: علامات النبوّة
قَالَ صلى الله عليه و آله: يَا أَيَّتُهَا الشَّجَرَةُ! إِنْ كُنْتِ تُؤْمِنِينَ بِاللّٰه وَ الْيَوْمِ الآخِرِ وَ تَعْلَمِينَ أَنِّي رَسُولُ اللّٰه؛ فَانْقَلِعِي بِعُرُوقِكِ حَتَّىٰ تَقِفِي بَيْنَ يَدَيَّ، بِإِذْنِ اللّٰه. فَوَالَّذِي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ لانْقَلَعَتْ بِعُرُوقِهَا، وَ جَاءَتْ، وَ لَهَا دَوِيٌّ شَدِيدٌ، وَ قَصْفٌ كَقَصْفِ أَجْنِحَةِ الطَّيْرِ، حَتَّى وَقَفَتْ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللّٰه صلى الله عليه و آله مُرَفْرِفَةً، وَ أَلْقَتْ بِغُصْنِهَا الأَعلى على رَسُولِ اللّٰه صلى الله عليه و آله وَبِبَعْضِ أَغْصَانِهَا على مَنْكِبِي، وَ كُنْتُ عَنْ يَمِينِهِ صلى الله عليه و آله، فَلَمَّا نَظَرَ الْقَوْمُ إِلَى ذَلِكَ قَالُوا - عُلُوّاً وَ اسْتِكْبَاراً -: فَمُرْهَا فَلْيَأْتِكَ نِصْفُهَا وَ يَبْقَىٰ نِصْفُهَا. فَأَمَرَهَا بِذَلِكَ فَأَقْبَلَ إِلَيْهِ نِصْفُهَا كَأَعْجَبِ إِقْبَالٍ وَ أَشَدِّهِ دَوِيّاً، فَكَادَتْ تَلْتَفُّ بِرَسُولِ اللّٰه صلى الله عليه و آله. فَقَالُوا - كُفْراً وَعُتُوّاً -: فَمُرْ هَذَا النِّصْفَ فَلْيَرْجِعْ إِلَى نِصْفِهِ كَمَا كَانَ. فَأَمَرَهُ صلى الله عليه و آله فَرَجَعَ 2.
المشهد الخامس: آية الإيمان
قال عليّ: فَقُلْتُ أَنَا: لا إِلَهَ إِلَّا اللّٰه، إِنِّي أَوَّلُ مُؤْمِنٍ بِكَ، يَا رَسُولَ اللّٰه، وَ أَوَّلُ مَنْ أَقَرَّ بِأَنَّ الشَّجَرَةَ فَعَلَتْ مَا فَعَلَتْ بِأَمْرِ اللّٰه تَعَالَىٰ تَصْدِيقاً بِنُبُوَّتِكَ وَ إِجْلالاً لِكَلِمَتِكَ. فَقَالَ الْقَوْمُ كُلُّهُمْ: بَلْ ساحِرٌ كَذَّابٌ عَجِيبُ السِّحْرِ خَفِيفٌ فِيهِ، وَ هَلْ يُصَدِّقُكَ فِي أَمْرِكَ إِلَّا مِثْلُ هَذَا؟ - يَعْنُونَنِي -.
وَ إِنِّي لَمِنْ قَوْمٍ لا تَأْخُذُهُمْ فِي اللّٰه لَوْمَةُ لائِمٍ، سِيمَاهُمْ سِيمَا الصِّدِّيقِينَ وَ كَلامُهُمْ كَلامُ الأَبْرَارِ، عُمَّارُ اللَّيْلِ وَ مَنَارُ النَّهَارِ، مُتَمَسِّكُونَ بِحَبْلِ الْقُرْآنِ، يُحْيُونَ سُنَنَ اللّٰه