177
رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله في كلمات الشعراء
سعيد المهاجر
المديح من أبواب الشعر العربي المعروفة، وتعدّ المدائح النبوية، وهي التي بدأت مع الخيوط الأولى للدعوة النبوية الخالدة وظلت وما زالت وستبقى متوهجة، من أروع فروعه وأصدقها وأجملها لفظاً وأحسنها وأثراها معنى. .
لقد كان رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله مقصداً وقبلة ومثابة لجميع الناس، مؤمنيهم ومجاهديهم وعلمائهم ومفكريهم ومثقفيهم وسياسييهم وأدبائهم وشعرائهم. . .
هؤلاء جميعاً ومنهم الشعراء بالذات وعلى مرّ التاريخ، قد أسرتهم شخصية نبي اللّٰه العظيمة بما تتوفر عليه من خصائص عالية وشمائل جليلة وصفات جميلة ومناقب رفيعة، لا تجد نظيراً لها لدى أحد من العالمين، وكيف نجد لها نظيراً ومثيلاً وقد تولّت السماء بناءه وشيدت كيانه وصنعته كما أرادت ليكون نبياً ورسولاً وشاهداً وبشيراً ونذيراً وداعياً إلى اللّٰه تعالى وسراجاً منيراً. . .
وإذا كان الشاعر يستعين بما يشاء من مناقب تتسم بالجلالة وصفاتٍ كلها عظمة و تكريم ليردف بها أدواته الشعرية في وصف من يريد مدحه والثناء عليه، فإذا بممدوحه هذا يصبح أجمل من غزال وأبهى من شمس وأنور من قمر وأكثر منه ضياءً وأكرم من سحاب وأسخى من غمام. . . وهو الخالي من كل ذلك بل ومن أقل