166
مداعبته صلى الله عليه و آله
وعن يونس الشيباني قال: قال لي أبو عبد اللّٰه عليه السلام: كيف مداعبة بعضكم بعضاً؟ قلت: قليلاً.
قال: هلّا تفعلوا؟ فإن المداعبة من حسن الخلق، وإنك لتدخل بها السرور على أخيك، ولقد كان رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله يداعب الرجل يريد به أن يسرّه.
وعن الصادق عليه السلام قال: ما من مؤمن إلا وفيه دعابة، وكان رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله يداعب ولا يقول إلا حقاً.
وفي الكافي بإسناده عن معمر بن خلاد قال: سألت أبا الحسن عليه السلام فقلت:
جعلت فداك، الرجل يكون مع القوم فيمضي بينهم كلام يمزحون ويضحكون؟ فقال: لا بأس ما لم يكن، فظننت أنه عنى الفحش.
ثم قال: إن رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله كان يأتيه الأعرابي فيأتي إليه بالهدية، ثم يقول مكانه: أعطنا ثمن هديتنا، فيضحك رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله، وكان إذا اغتمّ يقول: ما فعل الأعرابي، ليته أتانا.
سكوته صلى الله عليه و آله
قال: فسألته عن سكوت رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله، فقال عليه السلام: كان سكوته صلى الله عليه و آله على أربع:
على الحلم والحذر والتقدير والتفكير: فأما التقدير ففي تسوية النظر والاستماع بين الناس، وأما تفكّره ففيما يبقى ويفنى، وجمع له الحلم والصبر فكان لا يغضبه شي ولا يستفزه، وجمع له الحذر في أربع: أخذه بالحسن ليقتدى به، وتركه القبيح لينتهى عنه، واجتهاده الرأي في صلاح أمته، والقيام فيما جمع له خير الدنيا والآخرة.
أدبُه صلى الله عليه و آله مع الناس جميعاً
قد وسع الناسَ منه خُلُقُهُ فصارَ لهم أباً، وصاروا عنده في الخَلق سواء، مجلسُه مجلسُ حلمٍ وحياء وصدق وأمانة، لاتُرفَعُ عليه الأصوات، ولا تؤبَنُ فيه الحُرَم،