13هناك حكم عديدة تصلح أن تسجل لنا أموراً وتجيب عن تساؤلاتنا حول سبب اختيار هذه الأمة دون غيرها من الأمم لأعظم رسالة حملها رسول اللّٰه محمد صلى الله عليه و آله فإضافة الى أنها أمة توسطت الدنيا موقعاً فنورها يمكنه أن يعم الجميع ويصل إليه. . حيث إن موقعهم الجغرافي المتميز بين دول العالم سهّل انطلاق الرسالة إلى جميع الشعوب والدول المحيطة.
وأنها ظلت ملاذاً ومكاناً لعدد من الأنبياء والرسل والرسالات وأصحابها، فإن التدبر والتأمّل في تلك المرحلة قبل البعثة النبوية الشريفة يضعنا أمام واقعين مختلفين أو حالتين مختلفتين:
واقع الأمة المختارة لحمل الرسالة السماوية الخاتمة.
وواقع الأمم الأخرى من غيرها.
وبمعرفة هذين الواقعين يمكننا أن نستخلص أسباباً أو حكماً أخرى تصلح لأن تكون مبرراً لاصطفاء هذه الأمة لأمر عظيم يتمثل بتشرفها بحمل الأمانة الربانية العظيمة، وبالتالي هداية المجتمع الإنساني إلى أكمل الدين وأعظم الرشد وأبين الهدى وأتم النعم. . ولتكون معجزة الرسالة والنبوة التي ضمّها القرآن الكريم وتوفرت عليه شرائع الدين الجديد وأحكامه ومفاهيمه جليةً واضحة في الأذهان والنفوس لا لُبس فيها ولا غموض ولا مجال للطعن والاتهام، ولعلّ من تلك الحكم:
«لَقَدْ جٰاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ. .» 1.
«لَقَدْ مَنَّ اللّٰه عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ. . .» 2.
«إن اللّٰه اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشاً من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم» الحديث.
نسب شريف لم تجد قريش فيه ما تطعن على النبي صلى الله عليه و آله، وقد أجاب