14أبو سفيان، وهو يومئذ أشد أعداء النبي صلى الله عليه و آله حين سأله هرقل عن نسب النبي صلى الله عليه و آله فقال: هو فينا ذو نسب.
لقد كانت أمة رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله أقل أمم ذلك الزمان حضارة ومدنية فهم قوم أميون كما وصفتهم الآية:
«هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي اْلأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيٰاتِهِ وَ يُزَكِّيهِمْ وَ يُعَلِّمُهُمُ الْكِتٰابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ إِنْ كٰانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلاٰلٍ مُبِينٍ» 1.
«لَقَدْ مَنَّ اللّٰهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيٰاتِهِ وَ يُزَكِّيهِمْ وَ يُعَلِّمُهُمُ الْكِتٰابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ إِنْ كٰانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلاٰلٍ مُبِينٍ» 2.
بل شاء اللّٰه أن يكون رسوله محمد بن عبد اللّٰه صلى الله عليه و آله لهذه الأمة الأمية أمياً أيضاً.
«مَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ» 3.
كل هذا جاء تأكيداً لحكمته تعالى ودفعاً لمزاعم قد تثار و تنطلي على كثير من الناس وتصدّق بها نفوسهم فتكون مبرراً تحتجّ به فتبعدهم عن الهدى والخير. .
وحقاً لو كانوا أمة قارئة متعلّمة متحضرة تعرف المدنية وأصولها والحضارة ومعالمها كما هو عليه حال كل من اليونان والفرس والرومان وربما هناك غيرهم وهم أهل حضارات مجاورة لهم، لوقع الارتياب ولقال قائلهم:
إن ما حدث لهذه الأمة من تغيير وحمل الرسالة وما يترتب على ذلك هو نتيجة تأثر علمي واحتكاك ثقافي وانفعال حضاري مدني. .
إن الأخلاق القيمة التيأشرنا اليها كالوفاء بالعهد وعزةالنفسومضاء العزيمة، لم تكون معروفة عند الأمم المجاورة لها وإن عظمت حضارة وتقدماً، وهي أخلاق