12كانت ترى العرب عبيداً همجيين لا حضارة لهم ولا مدنية عندهم، وبالتالي لا يستحقون الحياة العزيزة الكريمة، وإلا أن يكونوا تابعين. .
لقد كان ذلك الواقع المتخلّف والفاسد والضعيف تحيط به حضارتان عظيمتان ودولتان كبيرتان: دولة الفرس ودولة الروم، ويهود وغيرهم هنا وهناك، وجميعهم يحلّون ما حرم اللّٰه تعالى ويحرمون ما أحل، وصدّهم عن سبيل الهدى ترف حكامهم وتسلطهم وكان لدياناتهم المنحرفة أثر واضح على معالم حياتهم. .
وغدت شعوبهم بسبب ذلك تتخبط في حيرتها وشقائها وسط مدنيات مزيفة، قوامها أسس مادية فقط بعيدة عن الروح، ودون أن يكون لها أيتعلق بنور الوحي الإلهي، إلا بقايا أهل الكتاب تتمثل في أفراد أبت أن تنزلق في أوحال الشرك والجاهلية، وظلّت ثابتة على منهج التوحيد منتظرةً خروج نبي جديد بشرت به كتبهم وأنبياؤهم، وتعلقت به نفوسهم و آمالهم. .