8الإحرام وميقاته دون أن يحرم ، ثمّ دخل الحرم وهو على هذه الحال ، وأنجز تمام أعمال الحجّ والعمرة طبقاً للضوابط المعهودة ، ثمّ التفت آخر العمل أنّه لم يعقد الإحرام ، كانت أعماله بتمامها صحيحةً ، فلا حاجة له إلى الإعادة أو القضاء .
الحرم الإلهي
الحرم موضع مكاني محدّد ، يختلف بُعد حدوده عن الكعبة من الجهات المتعدّدة ، فيحدّه من ناحية الشمال والشمال الغربي مسجد التنعيم على طريق المدينة ، ومن الجنوب والجنوب المائل إلى الشرق«إضاءة اللبن»على مسير اليمن ، ومن الشرق والشرق المائل إلى الجنوب«الجعرانة»القريبة من منىٰ والمشعر الحرام على طريق الطائف ، ومن الغرب والغرب الشمالي«الحديبية»على مسير جدّة .
وقد وُضعت لتعيين حدود الحرم من الأطراف كافّة علائم وعلامات .
ويجيب الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام عن سؤالٍ وجّه إليه عن سبب اختلاف حدود الحرم في بعدها عن الكعبة من الجهات المتعدّدة ، ففي بعضها قريبة وفي بعضها أبعد؟:«إنّ اللّٰه عزّ وجلّ لمّا أهبط آدم من الجنّة هبط على أبي قُبيس ، فشكا إلى ربّه الوحشة ، وأنّه لا يسمعُ ما كان يسمعه في الجنّة ، فأهبط اللّٰه عزّ وجلّ عليه ياقوتةً حمراء ، فوضعها في موضع البيت ، فكان يطوف بها آدم ، فكان ضوؤها يبلُغُ موضع الأعلام ، فيعلّم الأعلام على ضوئها وجعله اللّٰه حرماً» 1.
وقد نقل هذا المطلب بطريقةٍ أخرى عن الإمام الباقر عليه السلام ، وطبق هذا النقل ، فإنّ اللّٰه تعالى أمر جبرئيل؛ لتسكين آدم عليه السلام وحواء ، بالذهاب إليهما ،«فأهبط عليهما بخيمة من خيم الجنّة . . وأنصب الخيمة على التُرعة . .»، ويضيف الإمام الباقر عليه السلام ما هو قريب من الرواية السابقة:«الترعة مكان البيت . . وكان عمودُ