143حدود معلومة منذ القدم ، ويحدّثنا السيد الأمين رحمه اللّٰه عن هذه العلامات التي كانت واضحة ، عندما خرجوا من جدّة ووصلوا إلى مكة ، قال رحمه اللّٰه : وقبل الوصول لمكّة المشرّفة رأينا العلامات الموضوعة في أوّل الحرم من جهة جدّة ، فقرأنا الأدعية الواردة عند دخول الحرم ، ولم نتمكّن من الغسل .
مكّة المكرّمة
ونزلنا في مكة في شعب عامر ، في دار رجل يماني قاطن في مكة ، في دار جيدة ، وكان وصولنا إليها قبل هلال ذي الحجة بيومين ، ورأينا الهلال ليلة الجمعة خفيفاً جداً قبل مغيبه بيسير ، وكان ذلك من جملة نعمه تعالى علينا ، فكان الوقوف بعرفة في يوم واحد لجميع المسلمين .
وبعد أن أدّوا عمرة التمتع ، قال رحمه اللّٰه : وفي يوم التروية ثامن ذي الحجة ، اغتسلنا وأحرمنا للحج من مقام إبراهيم عليه السلام ، وخرجنا قاصدين منى ، فوصلناها مساءاً ، ونزلنا قرب مسجد الخيف ، وصلينا فيه تلك الليلة المغرب والعشاء ، وخرجنا منها صباحاً إلى عرفات ، وقد وضعت علامات بآخر الحرم من جهة عرفات ، فنوينا الوقوف بعرفات من الزوال إلى الغروب ، وكنا في مجموع هذه المدّة مشغولين بالدعاء والتضرّع إلى اللّٰه تعالى لنا ولإخواننا المؤمنين ، وزرنا الإمام الحسين عليه السلام . . . وبعد الغروب نفرنا من عرفات راجعين إلى المزدلفة وهي المشعر ، وتسمى جمعاً أيضاً ، وهي بين منى وعرفات ، وقد وضعت علامات لحدود عرفات من جهة المشعر ، لأنّه لا يجوز الخروج من حدود عرفات قبل الغروب . . .
والمأزمان بالهمز أيضاً في تلك الأماكن تثنية مأزم ، والمأزم الطريق الضيّق بين جبلين ، والمأزمان أحدهما مضيق بين جمع وعرفة والآخر بين مكة ومنى . . .
قال رحمه اللّٰه : وبذلك النفر يتذكّر الإنسان يوم النشور ، فبتنا في المشعر ، والتقطنا منه الحصيّات حسب الاستحباب .