98إلى البلدان . وأوّل من ضرب في الخمر ثمانين . وأحرق بيت رويشد الثقفي - وكان نباذاً - وأوّل من عسّ في عمله بنفسه وأوّل من حمل الدرّة وأدّب بها وقيل بعده :
كان درّة عمر أهيب من سيف الحجّاج . وأوّل من قاسم العمّال وشاطرهم أموالهم .
وهو الذي هدم مسجد رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله وزاد فيه، وأدخل دار العباس فيما زاد وهو الذى أخّر المقام إلى موضعه اليوم وكان ملصقاً بالبيت . . .
وقد أشار إلى تحويل المقام صاحب الكشّاف 1 .
وممن صرح بكون وضع المقام في المكان الفعلي هو من عمر مخالفاً لما فعله رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله ، والد العلاّمة المجلسي في الروضة؛ قال : لكن أتباع عمر ضبطوا بدعته وعلّموا على الموضع الذي كان في عهد رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله بأن جعلوا موضع المقام منخفضاً في الأرض ويسمّونه الجهلة الآن بمقام جبرئيل عليه السلام ، روي في أخبار كثيرة وأن صاحب الأمر صلوات اللّٰه عليه حين يخرج يجعله في المكان الذي وضعه رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله وقبله إبراهيم عليه السلام 2.
ومن المصرّحين من كبار علماء أهل السنّة بكون موضع المقام ملاصقاً للبيت في عهد النبي صلى الله عليه و آله وأن موضعه الفعلي من صنع عمر هو ابن كثير في تفسيره قال :
قد كان هذا المقام ملصقاً بجدار الكعبة قديماً؛ ومكانه معروف اليوم إلى جانب الباب ممّايلي الحجر يمنة الداخل من الباب في البقعة المستقلّة هناك؛ وكان الخليل عليه السلام لما فرغ من بناء البيت وضعه إلى جدار الكعبة؛ أو أنه انتهى عنده البناء فتركه هناك، ولهذا - واللّٰه أعلم - أمر بالصلاة هناك عند الفراغ من الطواف، وناسب أن يكون عند مقام إبراهيم حيث انتهى بناء الكعبة فيه، وإنما أخّره عن جدار الكعبة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب أحد الأئمّة المهديين والخلفاء الراشدين الذين امرنا باتباعهم . . . إلى أن قال : ولهذا لم ينكر أحد من الصحابة رضي اللّٰه عنهم أجمعين 3 .