97أو أن الموضع الأصلي للمقام منذ عهد إبراهيم وحتى عصر النبي محمد صلى الله عليه و آله كان هو موضعه الفعلي وإنّما ذهب السيل بالمقام في عهد عمر فاُخذ واُلصق بالبيت حفاظاً عليه حتّى ردّه عمر إلى موضعه الفعلي في بناء محكم .
أو أن موضعه الفعلي هو محلّه منذ زمن إبراهيم إلّا أن أهل الجاهلية ألصقوه بالبيت خوفاً من السيل حتى حوّله عمر إلى موضعه الفعلي؟
وقد صرح في جملة من التواريخ والنصوص من الفريقين بالأوّل. ولكن المتراءىٰ من التاريخ السنّي هو الانحياز إلى الثاني والإصرار على كون فعل عمر مطابقاً لجعل المقام في موضعه الأصلي، وأنه موضعه فعلاً حتى لا يؤخذ على عمر أنه خالف ما فعله رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله من جعل المقام ملاصقاً للبيت؛ خلافاً لعدّة من محققيهم قديماً وحديثاً حيث اختاروا ما تضمنته نصوص الشيعة، وإليه ذهب علماؤهم من أن عمر هو الّذي حوّل المقام من موضعه إلى موضعه الحالي .
وقد صرح غير واحد من أهل الخبرة بالتاريخ والسير من علماء الفريقين بكون الموضع الفعلي للمقام إبداعاً من عمر .
قال الشهيد الثاني في المسالك : قد كان - يعني المقام - في زمن إبراهيم عليه السلام ملاصقاً بالبيت بحذاء الموضع الّذي هو فيه الآن ثم نقله النّاس إلى موضعه الآن؛ فلما بعث النّبي صلى الله عليه و آله ردّه إلى موضعه الّذي وضعه فيه إبراهيم عليه السلام ؛ فما زال فيه حتّى قبض وفي زمن الأوّل وبعض زمن الثاني؛ ثمّ ردّه بعد ذلك إلى الموضع الّذي هو فيه الآن 1.
وقال العلاّمة المجلسي في البحار في عداد ما يطعن به على عمر أنه أبدع في الدين بدعاً كثيرة... ثم ذكر أموراً؛ إلى أن قال :
ومنها : تحويل المقام من موضعه كما ورد في كثير من أخبارنا . وقال ابن أبي الحديد : قال المؤرخون : إن عمر أوّل من سنّ قيام شهر رمضان في جماعة وكتب به