61
كفاية المحتاج إلى مناسك الحاج
للشيخ جمال الدين أبو العباس أحمد بن محمّد بن فهد الحلّي
المتوفى 841ه
تحقيق : عبدالهادي العاملي
مقدمة التحقيق :
لا يخفى ما في فريضة الحجّ والعمرة من الأهمية البالغة لدى المسلمين ، وما فيها من المضامين العالية التي لا يبلغ حدّها إلّا من أعطي مقاماً شامخاً ومرتبة عالية من الإيمان والتقوى والورع ، ومن المعلوم أنّ الحجّ ليس لنزهة ، ولإمضاء وقت ، ولا لأداء حركات معينة ، بل هو إنابة وتوبة وحديث العبد مع ربه (جلّ وعلا) ، لأنّ المؤمن إذا انتهى من فريضة الحجّ عاد كيوم ولدته أمّه كما في الحديث ، فحريّ بنا أن نهتم بهذه الفريضة بقدر مالها من الأهمية والفضل والمكانة ، ولابد من إتقان أحكامها لئلا يشملنا قول الإمام زينالعابدين علي بن الحسين عليهما السلام حيث قال : «ما حججت إلّا أنا وناقتي وعلي بن يقطين» .
وبعد ، بين يديك عزيزي القارىء ، واحدة من عشرات الرسائل والكتب في الحجّ التي ألفها علماؤنا الأبرار وبذلوا جهوداً متضافرة لإيصالها إلينا ولأجيالنا القادمين ، ألا وهي «كفاية المحتاج إلى مناسك الحاج» ، وهي مشتملة على واجبات الحجّ والعمرة ، وكلّ باب منها إلى فصول ، والفصول إلى بحوث ، ليتسنى للمكلف أخذ أحكامه بسهولة ، وبذلك تكون أعمالنا عن علم ومعرفة ، وهو