62المطلوب من كل مكلف .
اسمه ونسبه :
هو الشيخ جمال الدين أبو العباس أحمد بن محمّد بن فهد الأسدي الحلي 1 ، وهو غير أحمد بن فهد المقري الأحسائي ، وقد وقع التباس للبعض بينهما ووجهه اتحاد الاسم والمعاصرة ، وكل منهما له شرح على إرشاد العلّامة وقد اشتهر ب أحمد ابن فهد ، إلّا أنّ مترجمنا اسم جده فهد والآخر اسم لأبيه .
ولادته ونشأته :
ولد سنة 757 هجرية 2 ، نشأ في الحلّة التي سلمت من سطوة الجزار وبعد وصوله إلى بغداد ، بادر علماء الحلّة وعلى رأسهم والد العلّامة رحمه الله فاجتمع بمن بقي من علمائها وأهلها وأنفذوا كتاباً يطلبون فيه الأمان . وفعلاً صدر الفرمان بإعطاء الأمان لأهل الحلّة وعلمائها ، وعلى أثرها تحولت الحلّة إلى مركز علميّ ، فاستقطبت الفقهاء والطلاب النازحين من بغداد ، فبرز فيها فطاحل وجهابذة ، كالمحقق الحلّي ، والعلّامة الحلي ، وولده فخر المحققين ، والشهيد الأوّل ، وابن طاووس وغيرهم من الأعلام .
وفي هذه الأجواء العلمية نشأ وترعرع شيخنا المترجم على يد جمع من أعلامها ليرتقي إلى المراتب العالية ، فتلمّذ على الشيخ نظام الدين علي بن عبد الحميد النيلي ، والشيخ علي بن الشهيد الأوّل ، والسيد بهاء علي بن عبدالكريم إلى أن بلغ المراتب العليا ، فارتقى كرسي الدرس والبحث ، هذا وهو منشغل بالكتابة والتحقيق ، فخلّف وراءه جمعاً غفيراً من المحصلين والفضلاء ، ومجموعة علمية ثمينة هي مصدر من مصادر الفقهاء 3 .