131مراجعة نصوص السنّة قبل البتّ بالموضوع ، انطلاقاً من كونها مرجعاً ثانياً مع القرآن الكريم ، لننظر : هل في السنّة الشريفة ما يفرض - منطقيّاً - العدول عن هذا التفسير الصائب في حدّ نفسه أم لا؟
ومعنىٰ ذلك أن صحّة النظريّة الأولىٰ صحّة معلقةٌ على الفراغ عن رصد مستندات النظرية الثانية ، وهو ما سنقوم به الآن إن شاء اللّٰه تعالىٰ .
مستند نظرية التفسير الشرعي للجدال
الظاهر أنّ المستند الوحيد الذي ينبغي التعرّض له للتفسير الشرعي للجدال هو الروايات الشريفة ، فإنّ الإجماع هنا واضح المدركية ، فلا يعتمد عليه ، كما أنّ النص القرآني لا يدلّ عليها وفق ما أشرنا ، ولا سبيل لدليل العقل في الميدان حسب ما يبدو لنا .
المستند الرئيس لتفسير الجدال في الآية بالنزاع هو اللغة العربية
وعليه ، فلا بدّ من استعراض نصوص السنّة الواردة في المقام للوصول منها إلىٰ نتيجة ، وهذه النصوص هي :
الرواية الأولىٰ : صحيحة معاوية بن عمّار قال : «قال أبوعبداللّٰه عليه السلام : إذا أحرمت فعليك بتقوى اللّٰه ، وذكر اللّٰه ، وقلّة الكلام ، إلّا بخير ، فإنّ تمام الحجّ والعمرة أن يحفظ المرء لسانه إلّا من خير ، كما قال اللّٰه عزّوجلّ ، فإنّ اللّٰه عزّوجلّ يقول :
«فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاٰ رَفَثَ وَ لاٰ فُسُوقَ وَ لاٰ جِدٰالَ فِي الْحَجِّ» 1؛ فالرفث :
الجماع ، والفسوق : الكذب والسباب ، والجدال : قول الرجل : لا واللّٰه وبلىٰ واللّٰه» 2 .
ومن الواضح أنّ الرواية بصدد بيان معنىٰ ما ورد في الآية ، أيأنّها ناظرة إليها