124بعد النبي صلى الله عليه و آله وبعد قوله تعالى : «وَ اتَّخِذُوا مِنْ مَقٰامِ إِبْرٰاهِيمَ مُصَلًّى » الآية. قال :
ذهب السيل به بعد تحويل عمر إيّاه من موضعه هذا فردّه عمر إليه 1 .
فيظهر من هذا أن جعل المقام في الموضع الفعلي صدر من عمر مرّتين: إحداهما قبل ذهاب السيل وذلك بنقله من لصق البيت إلى هذا الموضع، واُخرىٰ: بعد ما ذهب به السيل وأخذه من موضعه الفعلي.
ثانياً: يرد عليه مثل ما تقدم الإيراد به في الأمر الثاني.
وثالثاً: جهالة بعض وسائط الخبر مثل كثير بن المطلب كما قيل، وقيل أيضاً باشتمال الخبر على الإرسال .
الرابع : رواية اخرى للأزرقي بسنده عن حبيب بن أبي الأشرس قال : كان سيل امّ نهشل قبل أن يعمل عمر الردم بأعلى مكّة، فاحتمل المقام من مكانه فلم يدر أين موضعه؟! فلما قدم عمر سأل من يعلم موضعه؟ فقال المطلب بن أبي وداعة : أنا يا أمير المؤمنين! قد قدرته بمقاط - وتخوفت عليه هذا - من الحجر إليه من وجه الكعبة إليه؛ فقال : ائت به، فجاء به ووضعه في موضعه هذا ، وعمل عمر الردم عند ذلك .
قال سفيان : فذلك الّذي حدثنا هشام بن عروة عن أبيه : أن المقام كان عند سقع البيت؛ فأمّا موضعه الذي هو موضعه، فموضعه الآن . وأمّا ما يقوله الناس : إنه كان هنالك موضعه فلا .
قال سفيان : وقد ذكر عمرو بن دينار نحواً من حديث ابن الأشرس هذا، لا اميز أحدهما من صاحبه 2 .
ويرد عليه مضافاً إلىٰ ما تقدم في الأمر الثاني؛
وأيضاً ما تقدم من احتمال كون المراد ردّه إلى الموضع الذي كان عمر قبل