106زعموا أن المقام لاصق في الكعبة فأخّره رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله في مكانه هذا 1 .
يبقىٰ في المقام مبهمة: وهي أنه بحسب نصوص الشيعة كان المقام في عهد إبراهيم ملصقاً بالبيت وكذلك فعله رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله ، ولكن الجاهلية فرقت بين البيت وبين المقام؛ بينما نصوص أهل السنّة تضمنت أن المقام في الجاهلية كان ملصقاً بالبيت ولو خوفاً عليه من السيل . وطبع القضيّة يساعد على ذلك أيضاً لأنه لم يكن في الجاهلية نسك الصلاة عند المقام ليكون وضع المقام ملصقاً بالبيت مزاحماً لنسك الطواف فيكون لهم داع لتأخير المقام عن لصق البيت فكيف الحل؟
والحلّ أنّه يحتمل أن يكون تأخير المقام عن البيت في الجاهليّة لداع آخر غير مزاحمة الصلاة للطواف؛ ككون المقام في حدّ المسجد بعد عدم كون المقام من أجزاء الكعبة؛ وربما كان لهم داع آخر لا نعلم به بعد طول الزمن وتقادم العهد؛ وقد أخبر الثقة الصادق بوقوع الفعل ولا يهم بعد ذلك الجهل بالداعي على الفعل. وقد عثرت أخيراً علىٰ توجيه لفعل الجاهلية في موثق عمرو بن سعيد - وستأتي الرواية بتمامها - وموضع الشاهد منها قوله: فلمّا كثر الناس وصاروا إلى الشرّ والبلاء ازدحموا عليه فرأوا أن يضعوه من هذا الموضع الّذي هو فيه اليوم ليخلوا المطاف لمن يطوف بالبيت فلمّا بعث اللّٰه عزوجل محمداً صلى الله عليه و آله ردّه إلى الموضع الذي وضعه فيه إبراهيم . . .
الحديث.
و كيف كان فإن المستفاد من النصوص والأثر أن المقام في عهد رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله كان ملاصقاً بالبيت وأن النبي صلى الله عليه و آله جعله كذلك بعد ما كان أيام الجاهلية في موضعه الفعلي، ولكن عمر غيّر المقام من موضعه الذي وضعه رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله فيه وردّه إلى موضعه الجاهلي؛ وإليك نص الروايات وفيها المعتبرة سنداً، فتكون ساير الروايات على تقدير ضعف السند مؤيدة :
1- ففي موثق زرارة - الذي هو كالصحيح - المروي في الكافي قال :
قلت لأبي