107جعفر عليه السلام : قد أدركت الحسين عليه السلام ؟ قال : نعم أذكر وأنا معه في المسجد الحرام وقد دخل فيه السيل والناس يقومون على المقام يخرج الخارج يقول : قد ذهب به السيل ويخرج منه الخارج فيقول : هو مكانه؛ قال : فقال لي :
يا فلان : ما صنع هؤلاء؟ فقلت: أصلحك اللّٰه يخافون أن يكون السيل قد ذهب بالمقام فقال : ناد إن اللّٰه تعالى قد جعله علماً لم يكن ليذهب به فاستقرّوا .
وكان موضع المقام الذي وضعه إبراهيم عليه السلام عند جدار البيت؛ فلم يزل هناك حتّى حوّله أهل الجاهليّة إلى المكان الذي هو فيه اليوم؛ فلمّا فتح النبي صلى الله عليه و آله مكّة ردّه إلى الموضع الّذي وضعه إبراهيم عليه السلام فلم يزل هناك إلى أن ولي عمر بن الخطاب فسأل الناس؛ من منكم يعرف المكان الذي كان فيه المقام؟ فقال رجل : أنا؛ قد كنت أخذت مقداره بنسع؛ فهو عندي؛ فقال : ائتني به؛ فأتاه به فقاسه ثم ردّه إلى ذلك المكان 1 .
ورواه الصدوق في الفقيه بإسناده عن زرارة في الصحيح 2 ، وفيه : والناس يتخوفون على المقام . وفيه : قال : إن اللّٰه قد جعله علماً.
أقول : قوله : قال : فقال لي : يا فلان، الظاهر أن فاعل القول الأوّل هو زرارة و فاعل الثاني هو أبو جعفر عليه السلام . فما عن التستري في الأخبار الدخيلة أن في الخبر سقطاً أو تصحيفاً؛ لأن خطاب الإمام ابن ابنه وهو ابن أقل من أربع سنين بيا فلان ، وجوابه هو أيضاً بأصلحك اللّٰه في غاية البعد؛ والظاهر أن الأصل فقال لرجل : يا فلان الخ فصحّف في غير محلّه .
2- وفي موثق عمرو بن سعيد عن موسى بن قيس ابن أخي عمّار عن مصدّق عن عمّار الساباطي عن أبي عبداللّٰه صلى الله عليه و آله أو عن عمّار عن سليمان بن خالد عن أبي عبداللّٰه ، قال :
لمّا أوحى اللّٰه عز وجل إلى إبراهيم عليه السلام أن أذّن في الناس بالحج أخذ