105ومثل المعلمي في تصريحه بما تقدم في أمر المقام هو آل الشيخ مفتي الحجاز الشيخ محمد بن إبراهيم؛ قال في رسالته التي ألّفها في مجال حكم تأخير المقام عن موضعه الفعلي ما نصّه :
«ثبت عن السلف الصالح أن مقام إبراهيم عليه السلام كان في عهد النّبي صلى الله عليه و آله وعهد أبيبكر في سقع البيت وأن أوّل من أخّره من ذلك الموضع عمر بن الخطاب .
وممن ثبت ذلك عنه من أعيانهم المذكورون فيما يلي : ثم عدهم : 1- أم المؤمنين عائشة بنت أبيبكر . 2- عروة بن الزبير . 3- عطاء وغيره من أصحاب ابن جريج .
4- مجاهد . 5- بعض مشايخ مالك، ففي المدوّنة : قال مالك : بلغني أن عمر بن الخطاب لما ولي وحج ودخل مكة أخّر المقام إلى موضعه الذي هو فيه اليوم وكان ملصقاً بالبيت في عهد النبي صلى الله عليه و آله وعهد أبي بكر وقبل ذلك؛ وكان قدموه في الجاهلية مخافة أن يذهب به السيل، إلى أن قال : فأخرجه - يعني عمر - إلى موضعه اليوم فهذا موضعه الذي كان فيه في الجاهليّة وعلى عهد إبراهيم عليه السلام . 6- سفيان بن عيينة 7- الواقدي . 8- مشايخ ابن سعد .
ثم قال : هذه جملة من أعيان السلف الذين صرّحوا بأن المقام كان في عهد النبي صلى الله عليه و آله في سقع البيت وأن أوّل من أخّره عمر بن الخطاب .
وقد جزم بما صرّحوا به غير واحد من أئمّة المتأخرين، منهم : الحافظ ابن الحجر في فتح الباري؛ والحافظ ابن كثير في التفسير والبداية والنهاية ، والشوكاني في فتح القدير؛ وقد جمع آل الشيخ بين كلماتهم المتنافية وما استقر عليه رأيهم أخيراً» 1.
أقول : وينبغي أن يضم إلى من عدّه من أئمة المتأخرين موسى بن عقبة صاحب المغازي حسبما يأتي من العبارة عنه، فإنه مشعر - إن لم يكن دالاً - بأنّه لا يوافق على أن رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله هو الذي أخر المقام عن الكعبة حيث قال : وكان